على أبى موسى (١)، ويسمون مصحفه "لُباب القلوب".
فلما وصلوا إِلى الكوفة أخبر حذيفة (٢) الناس بذلك، وحذرهم ما يخاف، فوافقه أصحاب رسول الله ﷺ وكثير من التابعين، وقال له أصحاب ابن مسعود: ما تُنكر؟، ألسنا نقرأ على قراءة ابن مسعود؟ فغضب حذيفة ومَن وافقه وقالوا: إِنما أنتم أعراب فاسكتوا فإِنكم على خطأ وقال حذيفة: واللهِ لئنِ عِشْتُ لآتينَّ أمير المؤمنين ولأُشِيرَنَّ عليه أن يَحُولَ بين الناس وبين ذلك فأغلظ له ابن مسعود، فغضب سعيد (٣)، وقام، وتفرق الناس، وغضب حذيفة، وسار إِلى عثمان بالمدينة وأخبره بالذى رأى، وقال: أنا النذير العريان يا أمير المؤمنين، أَدْرِكْ هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلافَ اليهود والنصارى في التوراة والإِنجيل ففزع لذلك عثمان، فجمع الصحابة وأخبرهم الخبر، فأعظموه ورأوا جميعًا ما رأى حذيفة فأرسل عثمان إِلى حفصة بنت (٤) عمر
_________
= بيت مال الكوفة ثم قدم المدينة في خلافة عثمان فتوفى فيها عن نحو ستين عامًا، وذلك سنة ٣٢ هـ له في كتب الحديث نحو ٨٤٨ حديثًا (حلية الأولياء جـ١ ص ١٢٤، الإِصابة جـ ٤ ص ٢٣٣، غاية النهاية جـ١ ص ٤٥٨، تهذيب التهذيب جـ ٦ ص ٢٧ - ٢٨).
(١) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، أبو موسى الأشعرى، من بني أشعر، من قحطان صحابي من الولاة الفاتحين وأحد الحكمين اللذين رضي بهما على ومعاوية ﵄ بعد حرب صفين سنة ٣٧ هـ ولد في زبيد (باليمن) وقدم مكة عند ظهور الإسلام فأسلم وهاجر إِلى الحبشة ثم استعمله الرسول ﷺ على زبيد وعدن، وولاه عمر بن الخطاب البصرة سنة ١٧ هـ فافتتح أصبهان والأهواز. وتولى الكوفة في خلافة عثمان، وأقره عليّ عليها بعد مقتل عثمان وتوفي بها سنة ٤٤هـ وكان أحسن الصحابة صوتًا في تلاوة القرآن، له ٣٥٥ حديثًا (تهذيب التهذيب جـ٥ ص ٣٦٢ - ٣٦٣، حلية الأولياء جـ١ ص ٢٥٦، الإِصابة جـ٤ ص ٢١١ - ٢١٤).
(٢) تقدمت ترجمته قبل أسطر قليلة.
(٣) أي سعيد بن العاصي -راجع ترجمته (ص ٦٨) حاشية (٦).
(٤) هي حفصة بنت عمر بن الخطاب صحابية جليلة صالحة، من أزواج النبي ﷺ ولدت بمكة وتزوجها خُنيْس بن حذافة السهمي، وكانت عنده إِلى أن ظهر الإِسلام فأسلما، وهاجرت معه إلى المدينة فمات عنها، فخطبها رسول الله ﷺ من أبيها فزوجه إِياها سنة ٢ هـ أو ٣ هـ واستمرت في المدينة بعد وفاة النبي ﷺ إِلى أن توفيت بها سنة ٤٥ هـ روى لها =
1 / 70