﵄ أن أَرْسِلى إِلينا الصحف ننسخها ثم نردها إِليك.
وكانت هذه الصحف هى التي كتبت أيام أبى بكر ﵁، فإِن القتل لما كثر في الصحابة يوم اليمامة (١) قال عمر لأبي بكر ﵄: إِن القتل قد استَحَرَّ -أي اشتد وكثر- بِقُرّاء القرآن يوم اليمامة، وإنى أخشى أن يَستَحِرَّ القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإنى أرى أن تأمر بجمع القرآن. فأمر أبو بكر زيد بن ثابت (٢) فجمعه من الرقاع والعُسُب (٣) وصدور الرجال.
وكانت الصحف عند أبى بكر، ثم عند عمر، فلما توفي عمر أخذتها حفصة (٤) فكانت عندها إِلى أن أرسل إِليها عثمان أخذها للنقل منها، وأحضر زيد بن ثابت وعبد الله ابن الزُّبيْر (٥) وسعيد بن العاصى (٦) وعبد الرحمن بن الحارث بن
_________
= البخاري ومسلم في (الصحيحين ٦٠ حديثًا (حلية الأولياء جـ ٢ ص ٥٠، تهذيب التهذيب جـ١٢ ص ٤١٠ - ٤١١) الإصابة جـ٧ ص٥٨١).
(١) اليمامة: مدينة متصلة بأرض عمان من جهة الشمال الغربي وكان اسمها (جوًّا) وقد فتحت صلحًا سنة ١٢هـ في خلافة أبي بكر الصديق على يد خالد بن الوليد ﵄ بعد أن قتل مسيلمة الكذاب دجال بني حنيفة (معجم البلدان جـ٥ ص ٤٤٢، الروض المعطار في خبر الأقطار للحميرى ص ٦٢٠) والحديث عن معركة اليمامة مشهور في كتب التاريخ.
(٢) سبق التعريف به (ص ٥٨) حاشية (١).
(٣) العُسُب: جمع عَسِيب وهي جريدة من النخل مستقيمة دقيقة يُكشط خوصها (لسان العرب - عسب).
(٤) سبق التعريف بحفصة ﵂ قبل أسطر قليلة.
(٥) عبد الله بن الزبير بن العوام، القرشي الأسدى، أبو بكر فارس قريش في زمنه، وأول مولود بعد الهجرة شهد فتح إِفريقية زمن عثمان بن عفان وبويع له بالخلافة سنة ٦٤ هـ عقيب موت يزيد بن معارية، فحكم مصر والحجاز واليمن وخراسان والعراق وأكثر الشام، وجعل قاعدته المدينة، وكان له مع الأمويين وقائع هائلة انتهت بمقتله في مكة سنة ٧٣هـ وكان من خطباء قريش المعدودين، ومدة خلافته تسع سنين. وله في كتب الحديث ٣٣ حديثًا (حلية الأولياء جـ١ ص ٣٢٩، تهذيب التهذيب جـ٥ ص ٢١٣ - ٢١٥، تاريخ الطبري - الفهارس: عبد الله بن الزبير).
(٦) سبق التعريف به ص ٦٨.
1 / 71