وآله وسلم) فقالوا هذا محمد ((صلى الله عليه وآله وسلم))- وكانوا يسمونه الأمين- رضينا به، فلما حكموه قال: «هلموا ثوبا» فاحضروا ثوبا فبسطه ووضع الحجر فيه ثم قال: «لتأخذ كل طائفة بربع الثوب» فرفعوه جميعهم فاشتركت الطوائف من قريش كلها في رفعه، فلما وصلوا إلى موضعه من الركن تناوله النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بيده ووضعه مكانه ثم قال: تمموا البناء.
هذه صورة بناء قريش [الكعبة] وتحكيم النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في ذلك وعمره خمس وثلاثون سنة، فإذا كانت فاطمة ((عليها السلام)) قد ولدت له في ذلك العام ومات ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وعمره ثلاث وستون سنة، وماتت بعده بشهيرات فيكون عمرها ثمانيا وعشرين سنة فظهر لك أن الذي ذكروه وهم وإن الصحيح هو هذا الذي عليه الجمهور.
استبصار لذوي الأبصار:
لما كانت فاطمة ((عليها السلام)) قد اكتنفتها صفة الشرف لذاتها وأحاطت بها الفضيلة من جميع جهاتها من أصلها وفرعها وما بينهما فأصلها رسول الله محمد ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وخديجة، وفرعها الإمامان السيدان الحسن والحسين ((عليهما السلام)) وما بينهما علي وفاطمة ((سلام الله عليهما ))، فلم تكتسب من غيرهم شرفا ولا اتخذت من سواهم مألفا، وامتزجت بهم أمشاجا أولا وآخرا حتى لا تجد عنه منصرفا، فاقتضت الحكمة الإلهية الواضحة المنهاج الصادقة في دلالة الامشاج الصادعة لصحة الاستشهاد عند الاحتجاج أن كانت مدة سني بقائها في الدنيا بعده مدة اسماء من اكتنفها وانها [لما] استوفت ذلك العدد نقلها الله (عز وعلا) إلى جواره وأزلفها.
وكشف ذلك وإيضاحه أن محمدا ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وحروفه أربعة وخديجة وحروفها خمسة فتلك تسعة، وفروعها الحسن وحروفه خمسة والحسين وحروفه ستة فتلك احد عشر، وما بين الأصل والفرع علي
Страница 59