وفاطمة ((عليهما السلام)) وحروفهما ثمانية فالجملة ثمانية وعشرون وكان عمرها في الدنيا بقدرها ثمانيا وعشرين سنة ووراء هذا الاستبصار زيادة اعتبار:
فإنها لما كانت ولادتها قبل النبوة بخمس سنين كانت مقابلة بحروف أمها خديجة وهو أول الأمر، ولما كان وقت انتقالها عن مكة مسقط رأسها إلى المدينة دار الهجرة إلى وقت وفاتها احد عشر سنة كان مقابلا بحروف فرعها الحسن والحسين ((عليهما السلام)) وهو آخر الأمر.
ولما كان من وقت النبوة وبعثة أبيها ((صلى الله عليه وآله وسلم)) إلى وقت الهجرة إلى المدينة ما بينهما اثنتي عشرة سنة كان مقابلا بحروف محمد وعلي وفاطمة، فانظر إلى هذا الاعتبار والخطة بعين الاستبصار ففيه نور يهدي أرباب الألباب وذوي الأفكار ويقتدي به من يؤمن أن الأقدار قد تمنح بعض القلوب شيئا من مشكاة الأنوار.
وحيث بلغ القلم مراده من المقاصد الواضحة في قواعد المقدمة والفاتحة أردف ذلك بإثبات الأبواب الشارحة والفصول المشتملة على تلك المزايا الشريفة والسجايا الصالحة وهي اثني عشر بابا لكل إمام باب يخصه.
فالأول لعلي المرتضى، الثاني للحسن التقي، الثالث للحسين الزكي، الرابع لعلي زين العابدين، الخامس لمحمد الباقر، السادس لجعفر الصادق، السابع لموسى الكاظم، الثامن لعلي الرضا، التاسع لمحمد القانع العاشر لعلي المتوكل، الحادي عشر للحسن الخالص، الثاني عشر لمحمد الحجة المهدي عليهم أجمعين سلام الله.
Страница 60