فتكون باعتبار تلك الزيادة أكمل منهن.
وبيان ذلك أن صفة الكمال ثابتة لكل واحد من أصليها: رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وخديجة (رض).
أما كمال رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وإليه المنتهى وهو الغاية القصوى، وأما خديجة فقد ثبت كمالها بالحديث المذكور والولد جزء من الأبوين، فتضاف إلى كمال فاطمة لذاتها زيادة من كمال أبيها وكمال أمها، فتكون أكمل النساء على الاطلاق وفي ذلك دلالة شافية وتبصرة كافية.
وكانت وفاتها بعد رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بشهيرات قيل ستة وقيل ثلاثة وقيل شهرين، والأول أصح فإنها توفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وهي بنت ثمان وعشرين سنة وأشهر وغسلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ((عليه السلام)) وصلى عليها وقيل صلى عليها العباس ((رضي الله عنه)) ودفنت في البقيع ليلا.
إيقاظ وفائدة:
نقل عن بعض الشيعة أنه قال أن فاطمة ((رضي الله عنها)) كان عمرها يوم وفاتها ثماني عشرة سنة، وهذا وهم منه فإن النقل الصحيح الذي لا خلل فيه أنها ولدت وقريش تبني الكعبة. هكذا نقله أرباب السير والتاريخ وفي هذا حجة بالغة على أن عمرها كان ثمانيا وعشرين سنة فإن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) كان عمره لما بنت قريش الكعبة خمسا وثلاثين سنة قبل النبوة بخمس سنين، وكانت قريش في بنيان الكعبة قد اقتسموها أرباعا كل ربع منها لطائفة من قريش، فلما بلغوا من البناء حد الركن اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود مكانه من الركن، فكل طائفة طلبت ذلك فلما امتد اختلافهم اتفقوا [على] أن أول داخل عليهم من باب الحرم يحكموه. فدخل النبي (صلى الله عليه
Страница 58