((عليها السلام)) أحب إلى رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) من غيرها وإنها سيدة نساء أهل الجنة وإنها سيدة نساء هذه الأمة وإنها بضعة من رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وأنه يؤذيه ما يؤذيها.
وفي رواية أخرى يريبني ما يريبها وإنه ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ينصبه ما ينصبها وإن من أغضبها فقد أغضبه، وهذه الصفات من أعظم المناقب وأعلاها وأقرب المذاهب إلى ذروة الشرف وأسماها ونفوس المتفاخرين تود لو تحلت بواحدة منها وتتمناها.
وأما المشترك بينها وبين بنيها من مزايا الأوصاف ودخولها فيمن شمله رداء الشرف المفوف الأطراف وجللهم سربال العلا المشرف الأكناف، وأدخلهم نص الكتاب العزيز والقرآن الكريم في آية المباهلة بلا اختلاف وجعلهم أهل العبا وسماهم ذوي القربى، وإنها لمنقبة معسولة الحلب محفلة الأخلاف وإيضاح ذلك وشرحه.
أما آية المباهلة فقد نقل الرواة الثقات والنقلة الأثبات أن سبب نزول آية المباهلة هي قوله (تعالى): فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين .
إنه قدم وفد نجران على رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ومعهم راهبان مقدمان، يقال لاحدهما العاقب والآخر السيد فدعاهم رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) إلى الإسلام فقال الراهبان: قد أسلمنا قبلك، فقال: «كذبتما إنه يمنعكم من الإسلام ثلاثة: عبادتكم الصليب وأكلكم الخنزير وقولكم لله ولد» قالا: هل رأيت ولدا بغير أب فمن أبو عيسى؟ فأنزل الله (سبحانه وتعالى): إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، الحق من ربك فلا تكن من الممترين، فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا الآية فلما نزلت هذه الآية مصرحة بالمباهلة دعا رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) وفد نجران إلى المباهلة وتلا عليهم الآية، قالوا له:
Страница 48