يقول في خطبته وأنا يومئذ محتلم: «أن بني هشام استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليا فلا اذن لهم ثم لا اذن لهم، لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا إن فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني» فلما سمع علي ذلك ترك خطبتها.
ومنه ما أورده البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي (رض) في صحاحهم كل واحد منهم يرفعه بسنده عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) من فاطمة.
وقالت: كانت فاطمة إذا دخلت على النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه. وقالت: كن أزواج النبي عنده لما مرض لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) فلما رآها رحب بها وقال: «مرحبا يا ابنتي» ثم أجلسها عن يمينه ثم سارها فبكت بكاء شديدا، فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت فقلت لها: خصك رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) من بين نسائه بالسرائر ثم أنت تبكين. فلما قام رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) سألتها ما قال لك رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) سره. قالت: فلما توفى رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قلت: عزمت عليك لما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)). فقالت: أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى فإنه قال: «إن جبرائيل ((عليه السلام)) كان يعارضني القرآن في كل سنة مرة وأنه عارضني الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله (تعالى) واصبري فإنه نعم السلف أنا لك» قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: «يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة؟» فضحكت ضحكي الذي رأيت.
فثبت بهذه الأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة كون فاطمة
Страница 47