تعالى فضل شرف وشرف فضل ونيل قدر وقدر نيل ومحل علو وعلو محل وأصل تطهير وتطهير أصل. إنها ((عليها السلام)) قد خصت بفضل سجايا منصوص عليها بانفرادها، وفضلت بخصائص مزايا صرح اللفظ النبوي بإيرادها، وميزت بصفات شرف تتنافس الأنفس النفيسة في آحادها، وألبست شرف صفات غادرت نفائس ملابس الشرف دون إبرادها، ثم شاركت في مناقب أخر وردت مشتركة بينها وبين أولادها، ودخلت في عداد من خصهم الله (تعالى) من القرآن الكريم بإنزال آيات يلزم فرض اعتقادها. فها أنا الآن أشرح هذا الاجمال بتفصيل ما انفردت به وما شاركت فيه وأبين أقسام ذلك تبيينا أوفر عليه حقه من الإيضاح وأوفيه.
فأما ما حصل به الخصوص من النصوص الصحيح سندها الواضح جددها، فمنه ما رواه الترمذي وأخرجه بسنده إلى حذيفة بن اليمان، وهو المأمور بتصديقه فيما يحدث به في جملة حديث طويل يأتي ذكره مستقصى إن شاء الله (تعالى). قال: قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «إن هذا ملك لم ينزل إلى الأرض قط قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن فاطمة سيدة أهل الجنة».
ومنه ما نقله الترمذي بسنده عن ابن الزبير عن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أنه قال: «فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها وينصبني ما ينصبها».
ومنه ما نقله الترمذي ورفعه بسنده ورواه عن جميع بن عمير التيمي قال: دخلت على عمتي عائشة، فقلت: أي الناس كان أحب إلى رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) من النساء؟، قالت: فاطمة قلت: ومن الرجال قالت: زوجها.
ومنه ما نقله الإمام البخاري والإمام مسلم وأبو داود والترمذي وهو ما رواه المسور بن مخرمة، قال: كان علي ((عليه السلام)) قد خطب بنت أبي جهل بن هشام ليتزوج بها وعنده فاطمة ((عليها السلام)) فخطب النبي ((صلى الله عليه وآله وسلم)) الناس على المنبر فسمعته
Страница 46