بتقدمها وسبقها، فإن الدرة الموسومة باليتيمة والجوهرة ذات القيمة والعقود المنضودة من اللآلئ النظيمة، والجونة العبق نشرها بأرجاء اللطيمة، بل جهات الخيرات المتصفة بالمكانة العلية والمنزلة العظيمة، لا يعظم محلها إلا من استبان فضلها وعلم قدرها ونبلها، وعرف فرعها وأصلها وكان أحق بها وأهلها ليتلو سور اخبارها ويبلو سير آثارها ويتنسك بشعائر شعارها، ويتمسك بشريعة نصرها ويسلك شعب أنصارها.
وأنا وإن أمطيت نفسي مطا اجتهادها في سلوك سبيلها، وأعطيت رائد اجتهادها سؤله في إقامة دليلها في تأليف مزاياهم التي لا يستطيع المدرة المفوه حصر تفصيلها وتصنيف سجاياهم التي يقصر لساني مع بسطه عن تلاوة آياتها وترتيلها، وجمعت منها كل ما وصلت إليه مطية الجد والاجتهاد بوخدها وذميلها ونظمت شوارد فرائدها الممدوحة وفرائد شواردها الممنوحة في عقد تفصيلها، كنت والله مقصرا في جنب ما أولانيه أمير المؤمنين ((عليه السلام)) من مبار إرفاده، وما خصني به من شريف نظره وكمال اعتقاده، وما استندبني له من استخراج أسرار من الغيب لا يمنحها الله (تعالى) إلا من يجتبيه من عباده، وما شرفني به في المقام النبوي من إقباله حتى كساني رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) ما كان عليه من أبراده، ودعاني دعوة ما ظفر بها إلا من أسعفه الله (تعالى) بإسعاده وأسعده في معاده، فلم أجد شيئا أتمسك به في مقابلة هذا الإحسان ذي المحاسن الحسان إلا الاستنصار بالمسعفين البيان والبنان والاستظهار بالمسعدين القلم واللسان في نشر معالي مناقبهم العظيمة الشأن الكريمة على الثقلين الإنس والجان، ونثر لآلئ فضائلهم المستخرجة من بحر جواهر القرآن المرزبة عند أهل الإيمان بمنثور الجمان من اللؤلؤ والمرجان المستخرج من بحر كيش وعمان، وإشاعتها في أشياع العباد وإذاعتها في الأصقاع والبلاد وجعلها أجنة في بطون الأوراق من مواد نطف المداد، ليستخرجها من هو من أهلها فينتفع بها
Страница 34