Методология критики в науках о хадисах
منهج النقد في علوم الحديث
Издатель
دار الفكر
Номер издания
الثالثة
Год публикации
١٤٠١ هـ -١٩٨١ م
Место издания
دمشق - سورية
Жанры
على الوجهين، والمعنى: أنه يأتي مرة بالأحاديث المعروفة ومرة بالأحاديث المنكرة، فأحاديثه تحتاج إلى عرض وموازنة بأحاديث الثقات المعروفين.
وقد وجدنا المحدثين أكثر استعمالا للصيغة الأولى، ولعل ذلك لأنها وردت في الحديث الصحيح عنه ﷺ (١).
٥ - قولهم: "منكر الحديث"، و"يروي المناكير"، وقولهم: "حديث منكر".
بين هاتين العبارتين فرق ينبغي التنبه له، فإن معنى العبارة الأولى كثرة تفرده.
وقولهم: "حديث منكر". اصطلح المتأخرون على أن المنكر هو الحديث الذي رواه ضعيف مخالفا للثقة.
لكن المتقدمين كثيرا ما يطلقون النكارة على مجرد التفرد، ولو كان الراوي ثقة، وذلك كثير في كلام الإمام أحمد بن حنبل، ودحيم، وغيرهما (٢).
ومن هذا تعلم خطأ من ضعف يزيد بن خصيفة راوية حديث أن الصحابة كانوا في عهد عمر يصلون التراويح عشرين ركعة، حيث ضعفه شيئا لأن الإمام أحمد قال فيه في رواية عنه: "منكر الحديث"، وقد عرفت أن هذا القول من الإمام أحمد لا يقتضي تضعيف الحديث، بل هو حكم منه بأنه يتفرد بأحاديث وليس يضر الثقة أن يتفرد بأحاديث، إنما يضره المخالفة، والمقصود هنا هو التفرد، بدليل أن أحمد ﵁ وثقه أيضا، وكذلك اعتمد توثيقه جماهير العلماء.
(١) وهو قوله ﷺ في حديث طويل: "قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر" أخرجه البخاري في علامات النبوة ٤: ١٩٩ ومسلم في الإمارة "الأمر بلزوم الجماعة": ٦: ٢٠. (٢) ارجع في هذا إلى علوم الحديث: ٧١ - ٧٢، وتعليقنا الذي أوضحنا فيه ذلك. وانظر الرفع والتكميل: ٩٧.
1 / 114