وقد وضع الشاعر «بيرون» الأبيات الآتية على لسان قابيل وقد رأى أخاه «هابيل» ميتا ولم يكن رأى الموت قط:
أخي ما دهاك وكنت صباحا
قوي الفؤاد قوي البدن؟!
على العشب ملقى فماذا عراك؟
أنوم وما الوقت وقت الوسن؟!
سكنت وأمسك منك اللسان
وهل مات حي إذا ما سكن؟
ألا ما هلكت ، وإن كان في
شحوبك معنى يهيج الحزن
وصل العقل البشري إلى نتيجة وهي أن هناك شيئا لا يدركه النظر، ندركه بعقولنا ولا ندركه بعيوننا، ليس بمادة ولكن يسكن الأجسام الحية، وذلك هو الروح أو النفس، وهي التي تمنح ما تحل فيه حركة وحياة، فإذا انسلت منه فلا حياة ولا حركة. وترى الأمم مجمعة على الاعتقاد بالروح حتى إن علم اللغة أثبت أنه لم تخل لغة من لفظ يدل عليها؛ فالإنسان من مبدأ أمره يميز بين المادة والروح حتى من قبل أن يتفلسف، فالمادة تفنى والروح تبقى، قال بيرون:
Неизвестная страница