Книга посещений шейха аль-Ислама Ибн Таймии
كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية
Редактор
سيف الدين الكاتب
Издатель
دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر
فصل
[الأوقات والأمكنة التي يستجاب فيها الدعاء أكثر]
وأما قوله: هل للدعاء خصوصية قبول، أو سرعة إجابة: بوقت معين، أو مكان معين: عند قبر نبي، أو ولي؟ فلا ريب أن الدعاء في بعض الأوقات والأحوال أجوب منه في بعض. فالدعاء في جوف الليل أجوب الأوقات، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ينزل ربنا إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر - وفي رواية نصف الليل -، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى يطلع الفجر)) وفي حديث آخر: ((أقرب ما يكون الرب من عبده في جوف الليل الآخر))(٦٤) والدعاء مستجاب عند نزول المطر، وعند التحام الحرب(٦٥) وعند الأذان والإقامة، وفي أدبار الصلوات، وفي حال السجود، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم، وأمثال ذلك. فهذا كله مما جاءت به الأحاديث المعروفة في الصحاح والسنن، والدعاء بالمشاعر(٦٦)، كعرفة، ومزدلفة، ومنى، والملتزم ونحو ذلك من مشاعر مكة، والدعاء بالمساجد مطلقاً. وكلما فضل(٦٧) المسجد كالمساجد الثلاثة كانت الصلاة والدعاء فيه أفضل.
وأما الدعاء لأجل كون المكان فيه قبر أو ولي فلم يقل أحد من سلف الأمة
(٦٤) جوف الليل: وسطه.
(٦٥) يقال: التحمت الحرب بينهم إذا اشتبكت، والتحم الجيشان إذا التقيا واشتبكا في القتال.
(٦٦) مشاعر الحج: معالمه الظاهرة للحواس. الواحد مَشْعَرٌ، ويقال شعائر الحج، واحدتها شعيرة. وقوله: الدعاء بالمشاعر أي الدعاء عندها أثناء أداء الحج أو العمرة.
(٦٧) قوله: وكلما فضل المسجد، فيه إضمار تقديره: بالنقل الصحيح، يفهم ذلك من السياق بداهة.
44