43

Книга посещений шейха аль-Ислама Ибн Таймии

كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية

Редактор

سيف الدين الكاتب

Издатель

دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر

والأصل الجامع في هذا أن من عمل عملاً يحبه الله ورسوله - وهو ما كان لله بإذن الله - فإن الله يحبه وينظر إليه فيه نظر محبة. والعمل الصالح هو الخالص الصواب. فالخالص ما كان لله، والصواب ما كان بأمر الله، ولا ريب أن كل واحد من المؤاكلة والمخاطبة والاستماع منها ما يحبه الله، ومنها ما لا يحبه الله، ومنها ما يشتمل على خير وشر، وحق وباطل، ومصلحة ومفسدة، وحكم كل واحد بحسبه.

فصل

[قصد الصلاة لله عند القبور بدعة كدعاء الله عندها]

وما يفعله بعض الناس من تحري الصلاة(٦٢) والدعاء عند ما يقال: إنه قبر نبي، أو قبر أحد من الصحابة والقرابة، أو ما يقرب من ذلك، أو إلصاق بدنه أو شيء من بدنه بالقبر، أو بما يجاور القبر من عود وغيره، كمن يتحرى الصلاة والدعاء في قبلي شرقي جامع دمشق عند الموضع الذي يقال إنه قبر هود - والذي عليه العلماء أنه قبر معاوية بن أبي سفيان - أو عند المثال الخشب الذي يقال تحته رأس يحيى بن زكريا، ونحو ذلك: فهو مخطئ مبتدع، مخالف للسنة؛ فإن الصلاة والدعاء بهذه الأمكنة ليس له مزية(٦٣) عند أحد من سلف الأمة وأئمتها، ولا كانوا يفعلون ذلك؛ بل كانوا ينهون عن مثل ذلك، كما نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن أسباب ذلك ودواعيه، وإن لم يقصدوا دعاء القبر والدعاء به، فكيف إذا قصدوا ذلك؟!

(٦٢) التحري: القصد والتفضيل.

(٦٣) المزية: تعني التمام والفضيلة مما يمتاز به الإنسان أو الشيء عن غيره. والمراد هنا: اختصاص بالفضل.

43