============================================================
مكة خوفا على نفسه، فراسله أهل الكوفة على أن يأتيهم فيبايعوه، ويمحي ما هم فيه من الجور، ويقوم بأمر المسلمين على أحسن الوجوه، وأرسلوا اليه رسائل عديدة في ذلك، فاجابهم وعزم على ما هنالك فتهاه ابن عباس وبين له غدرهم لأبيه وخذلانهم لأخيه وقال له إن لم تمتنع عن ذلك فلا تذهب إليهم بأهلك وعيالك، فبكى ابن عباس وهو يقول، واحسيناه واحبيباه، وقال له ابن عمر رضي الله عنهما، نحو ذلك فقبل ما بين عينيه وقال أستودعك الله من قتيل، ونهاه(1) ابن الزبير رضي الله عنهما أيضا، فقال له حدثني أبي أن بمكة كبشا به تستحل حرمتها، فما أحب أن أكون أنا ذلك الكبش، ولم يبق بمكة أحد إلا وهو محزون لمسيره، ولما بلغ سيره آخاه محمد بن الحنفية، بكى عليه حتى ملأ من دموع عينيه طشتأ كان يتوضأ فيه بين يديه، وقدم أمامه مسلم بن عقيل، فبايعه من أهل الكوفة اثنا عشر ألفأ وقيل اكثر من ذلك، فأرسل إليه يزيد عبيد الله بن زياد فقتله، وسار الحسين غير عالم بذلك فلقي الفرزدق في مسيره فقال له بين لي خبر الناس، فقال: أجل على الخبير سقطت يا ابن رسول الله، قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني آمية، والقضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء(2) ولما صار على ثلاثة أميال من القادسية، تلفاه الحر(3) بن يزيد التميمي، وقال له ارجع فما تركت لك خلفي خيرا ترجوه، وأخبره بقتل مسلم وقدوم عبيد الله بن زياد، واستعداده لقتاله، فهم بالرجوع فقال أخوا مسلم "المقتول وهما عبد الله وعبد الرحمن"، لا نرجع حتى تأخذ بثأرنا أو نقتل، فقال الحسين لا خير في الحياة بعدكم ثم سار فلقيه أواثل خيل ابن زياد، فعدل إلى كربلاء، فجهز إليه ابن زياد عشرين ألف مقاتل، فلما وصلوا إليه طلبوا منه نزوله على حكم ابن زياد وبيعته ليزيد، فأبى فقاتلوه، (7) وفي مروج الذهب 43/2، لم يكن شيء يؤتاه احب إليه من شخوص الحين عن مكة، وانظر كذلك شرح النهج 939/20 وتاريخ الطبري 383/5.
(2) الخبر في الطبري 386/6.
(3) ني الاصل "الحزين والتصويب عن مررج الذهب 46/2 وتاريخ الطبري 389/9.
Страница 65