============================================================
ال وركب فرسه ومعه أولاده الكرام وخدمه ذوو الاحتشام وذهب إلى الفرات، فنزل وصلى ركمتين وتضرع إلى رب الأرض والسموات ثم أشار بعصاه إلى الماء فنزل ذراعا، فقال مستفهما، هل نزل بقدر الحاجة، فسألوه أن يشير اليه بالنزول مرة أخرى فأشار، فنزل أيضا ذراعا، وكرر السؤال فكرروا الطلب إلى أن نزل بقدر ما أرادوه.
قلت وهذا وما ذكر قبله مثلما وقع لعمر الفاروق رضي الله عنه مع ن يل مصر ومع الأرض حين تزلزلت، أما الأول، فقد روي أنه لما كتب له عمرو بن العاص وقد كان عامل مصر، إن النيل لا يزيد زيادته المعتادة إلا ان تلقى فيه جارية بكر، كتب له عمر رضي الله عنه كتابا وفيه بطاقة إلى ن يل مصر مكتوب فيها من عبد الله عمر بن الخطاب إلى نيل مصر، آما بعد فان كنت تجري من قبل نفسك فلا تجر ولا حاجة بنا لك، وأن كان الواحد القهار هو الذي يجريك فنسال الواحد القهار أن يجريك، وأمر عمرا بن العاص في كتابه أن يلقي البطاقة في النيل، فلما ألقيت وقد أيقن أهل مصر بالغلاء فأصبحوا وقد أجرى الله النيل وزاد ستة عشر ذراعا ببركة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأراح المسلمين من هذه البدعة التي كانت تصنع من زمن فرعون إلى خلافة عمر رضي الله عنه.
وأما الثاني فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال أتت زلزلة عظيمة في زمن عمر كادث الجبال أن تقع فضرب عمر الأرض بدرته وقال لها أسكني أتزلزلين وأنا أعدل عليك، فما زلزلت في حياته بعد تلك المدة، فأتعم بهما من عزيزين على الله تعالى حكمها حتى في العناصر رضي الله عنهما.
ومنها ما روي من آنه في آثناء مسيره إلى صفين نزل مع العسكر في منزل فاصابهم العطش وبلغ منهم الجهد، وكلما طلبوا الماء والتمسوه لم يجدوا إلا لمع السراب، فلم يزالوا كذلك إلى أن رأوا ديرا، فدنوا منه وسألوا منه أن يسقيهم فأبوا وقالوا إن الماء قريب منكم فالتمسوه، فتموج (يم) الغيرة الهاشمية في علي رضي الله عنه وأمر أن يحفروا الارض،
Страница 50