Доказательство пророчества Пророка
إثبات نبوة النبي
Жанры
ثم اختص صلى الله عليه وآله وسلم مع ذلك بالصبر في مواطن الجزع ، على وجه لم يسمع بمثله لغيره ، فقد جرى عليه في أول مبعثه صلى الله عليه وآله وسلم ما لا يخفى على حامل أثر ، ولا ناقد خبر ، من الأذى ما يطول ذكره .
ثم جرى على عمه حمزة بن عبد المطلب رحمة الله عليه بمرأى منه ومسمع . وجرى عليه صلى الله عليه وآله وسلم في نفسه يوم أحد من الكفار ما جرى . وجرى عليه من المنافقين قبل ذلك وبعده ، ما هو مشهور عند أهل الآثار . ومع ما كان يقاسيه من الضر والجوع ، ويقاسي معه أهل عنايته وهو في أثناء نكد الأحوال ، لم ينفد صبره ساعة من حياة ، ولم يظهر لأحد ضيق صدره ، ولا جزع لشيء من ذلك .
ثم كان صلى الله عليه وآله وسلم من الوفاء ، بحيث لم يدع عليه عدو مكاشح ، ولا منابذ مكافح ، خلاف ذلك ، لظهور الأمر فيه ، ثم انضم إلى ذلك الزهد الخشن ، الذي لم يرتب فيه ، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم ملك العرب ، وأقصى اليمن إلى أقصى الحجاز ، وإلى عمان ، ثم توفي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم ينقل أنه ترك عينا ولا ورقا .
ولا كان بنى دارا ، ولا شق نهرا ، ولا استبقى عينا .
Страница 303