Доказательство пророчества Пророка
إثبات نبوة النبي
Жанры
واستأثر الله به ، وعليه دين ، وكفن صلى الله عليه وآله وسلم في ثيابه التي كان يعبد الله فيها .
وحاله في ذلك أجمع ، كانت مشهورة عند أوليائه وأعدائه ، لم يختلف فيه اثنان ، ثم كان مع ذلك أشد الناس تواضعا . كان يأكل على الأرض ، ويجلس عليها ، ويلبس الخلق ، ويمشي في الأسواق ، كواحد من العامة ، ويجالس المساكين . وروي أنه كان يقول: (( إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبيد ، وأشرب كما يشرب العبيد )) (¬1) .
ثم كان مع ذلك أشجع الناس ، وأقواهم قلبا ، وأثبتهم وأشدهم جماحا ، ما فر قط ، ولا خاف ، ولا كان منه ما اتفق للشجعان من حوله (¬2) ، أو قوته .
ويوم حنين لما ولى أصحابه مدبرين ، ثبت هو الثبات الحسن في نفر من عترته ، حتى رجع إليه أصحابه ، وأظفره الله على أعدائه . ويوم أحد لما شاع في أصحابه القتل الذريع ، وجرى على حمزة صلى الله عليه ما جرى ، ثبت أحسن الثبات ، ولم يول القوم دبره ، ولم يقف موقفا - مع قلة تجلد أصحابه وكثرة أعدائه - إلا ثبت ، ولم يعرض له فيه اضطراب ولا عجز ، ثم انضاف إلى ذلك كرم عفوه ، وعظيم صفحه ، مع كثرة الأعداء عليه .
Страница 304