246

Доказательство пророчества Пророка

إثبات نبوة النبي

Жанры

ذكر ما قيل في أمره صلى الله عليه وآله وسلم على سبيل التأكيد

اعلم أن الفصول التي ذكرناها في هذا الباب ، من العلماء من ذكر كثيرا منها على سبيل الاستدلال على صحة نبوته صلى الله عليه وآله وسلم ، وإن كان الأوضح أن ذكرها على سبيل التأكيد والإيضاح ، لما تقدم من الأدلة والبراهين أولا .

وإن كان ما ذهب إليه أولئك العلماء - رحمهم الله - ليس ببعيد .

فمن ذلك: ما اختص به صلى الله عليه وآله وسلم من الأحوال التي اجتمعت فيه على وجه لم يصح أنه اجتمع في أحد ، على ما نقل وذكر ، كالحكم الذي رسخ فيه صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنه من مولده إلى مبعثه ، وإلى أن اختار الله عز وجل له دار كرامته ، مع اختلاف الأحوال عليه ، وتقلب الأمور لديه ، ومباشرته ما باشره ، من دعاء أعدائه إلى الدين مع غلظتهم عليه ، وإظهارهم الجفاء له من كل وجه أمكنهم ، ووجدوا السبيل إليه ، لم يقع منه ما ينسب إلى الحدة ، أو يعد من الخفة ، أو يجري مجرى النزق والطيش .

ومن تتبع أخباره صلى الله عليه وعلى وآله وأحواله ، عرف ذلك وتحققه .

هذا مع أن أحدا ممن ادعا الحلم ، وانتسب إليه ، لم يخل في كثير من الأوقات مما يجري مجرى الحدة والنزق . كأحنف بن قيس ، ومعاوية لعنه الله ، وغيرهما . فقد حكي على كل ، ولكل منهم أمور منكرة من ذلك .

Страница 302