كمثل نموذجي.
ولكن باري كان أول «عامل حقل» يكد في إدارة «المسألة الهوميرية»، واعترف به كمبدع أسباب جديدة لا يمكن تحديه في الأساسيات. وقد نشرت نظرياته ونتائج أبحاثه بعد موته المبكر (في سنة 1935م)، نشرت في كتاب عنوانه «منشد القصص» يمتاز بأنه النوع الأول لمنشد أشعار البطولة، وهي صورة يمكن استعمالها الآن لتصوير هوميروس، وهوميروس هو أعظم ناظم لهذا النوع من الشعر، ويضفي على مؤلفه أكمل تعبير للأفكار البطولية التي وجدت قبله، في صورة أشعار ونماذج بطولية. جاءت نتائج أبحاث باري إلى دنيا العلم كنسمة جديدة من الهواء المنعش اكتسحت كل ما قبلها. وعندما يتكلم مؤلف علمي في سنة 1962م عن «الأناشيد الهوميرية»، ويقصد الإلياذة والأوديسة، فإنه لا يحاول إحياء نظرة رومانتيكية، وإنما ليذكر الحقائق بالضبط. وقد اعتقدت العصور القديمة، من قبل، أن هوميروس قدم نفسه كمنشد. وماذا يعتقد في تصوير هوميروس لنفسه؟
تصوير هوميروس لنفسه
كلما كان القصاص ماهرا عظم الخطر الذي يتعرض له؛ إذ يفهمه الناس بصورة أكثر حرفية مما قصد أن يتصورها قراؤه، وقد قرأت سيدة بريئة مذكرات النصاب الأعظم كرول
Krull
فظنت أن أمامها تاريخ حياة توماس مان
Thomas Mann
يتكلم عن نفسه، يأتي هوميروس بمنشدين في الأوديسة، واختارت العصور القديمة العلمية لكليهما. فهذا ديمودوكوس، الذي صور الشاعر نفسه فيه. ووضعت القيثارة في يد فيميوس
، المغني في قصر أولوسيس، كما وضعت في يد ديمودوكوس؛ لأنه لن يغني للعشاق بطريقة غير هذه. إنه مغن يرتدي حلته الرسمية، ولكن ديمودوكوس يعطي القيثارة بواسطة المنادي في قصر ألكينوس
Alcinous
Неизвестная страница