عمر بن محمد بن خالد بن عبد الجبار بن عبد الملك المرو الروذي له زيج مختصر على المذهب الذي ظهر على يدي جده خالد بن عبد الملك المرو الروزي المتولي للرصد المأموني هو وسند بن علي ويحيى بن أبي منصور والعباس بن سعيد الجوهري وكان عمر هذا أيضا بعد من أصاب الأرصاد وله من الكتب. كتاب تعديل الكواكب. كتاب صناعة الاصطرلاب المسطح. عمر بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي الكرماني القرطبي الأندلسي أبو الحكم أحد الراسخين في علم العدد والهندسة رحل إلى ديار المشرق وانتهى منها إلى حران من بلاد الجزيرة وعني هنالك بطلب الهندسة والطب ثم رجع إلى الأندلس واستوطن مدينة سرقسطة من ثغرها وجلب معه الرسائل المعروفة برسائل إخوان الصفا ولم يعلم أن أحدا أدخلها الأندلس قبله وله عناية بالطب وتجارب فاضلة فيه ونفوذ مشهور في الكي والقطع والشق والبط وغير ذلك من أعمال الصناعة الطبية وتوفي بسرقسطة سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وقد بلغ تسعين سنة أو جاوزها بقليل.
عمر بن أحمد بن خلدون أبو مسلم الحضرمي الإشبيلي الأندلسي من أشراف أهل إشبيلية كان متصرفا في علوم الفلسفة مشهورا بعلم الهندسة والنجوم والطب متشبها بالفلاسفة في إصلاح أخلاقه وتعديل سيرته وتقويم سياسته وتوفي ببلده سنة تسع وأربعين وأربعمائة.
عمر الخيام إمام خراسان وعلامة الزمان يعلم علم يونان ويحث على طلب الواحد الديان بتطهير الحركات البدنية لتنزيه النفس الإنسانية ويأمر بالتزام السياسة المدنية حسب القواعد اليونانية وقد وقف متأخر الصوفية على شيء من ظواهر شعره فنقلوها إلى طريقتهم وتحاضروا بها في مجالساتهم وخلوتهم وبواطنها حيات للشريعة لواسع ومجامع للأغلال جوامع ولما قدح أهل زمانه في دينه وأظهروا ما أسره من مكنونه خشي على دمه وأمسك من عنان لسانه وقلمه وحج متقاة لا تقية وأيدي أسرار من الأسرار غير نقية ولما حصل ببغداد سعى إليه أهل طريقته في العلم القديم فسد دونهم الباب النادم لا سد النديم ورجع من حجه إلى بلده بروح إلى محل العبادة ويغدو ويكتم أسراره ولا بد أن تبدو وكان عديم القرين في علم النجوم والحكمة وبه يضرب المثل في هذه الأنواع لو رزق العصمة وله شعر طائر تظهر خفياته على خوافيه وتكدر عرق قصده كدر خافيه فمنه:
إذا رضيت نفسي بميسور بلغة ... يحصلها بالكد كفي وساعدي
أمنت تصاريف الحوادث كلها ... فكن يا زماني موعدي أو مواعدي
أليس قضي الأفلاك من دورها بأن ... تعيد إلى نحس جميع المساعد
فيا نفس صبرا عن مقيلك إنما ... تخر ذراه بانقضاض القواعد
عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح أبو القاسم ولد الوزير إمام في فنون متعددة سمع الحديث الكثير ورواه وحضر مجلس روايته أجلاء الناس وكان قيما يعلم الأوائل قرأ المنطق على يحيى بن عدي وأكثر الأخذ عنه وتحقق به وأفاد جماعة من الطلبة وناظر وحقق وسئل فيه فأجاب أجوبة سادة لم يخرج فيها عن طريقة القوم ورأيت نسخة من السماع الطبيعي التي قرأها على يحيى بن عدي شرح يحيى النحوي وهي في غاية الجودة والحسن والتحقيق وكانت له عليها حواش حصلت بالمناظرة حالة القراءة وهي يخطه وكان أشبه شيء يخط أبي علي بن مقلة في القوة والجران والطريقة وكانت هذه النسخة في عشرة مجلدات كبار وقد حشاها بعد ذلك جورجيس اليبرودي بشرح ثامسطيوس للكتاب وقد كان عيسى بن علي هذا تقدم في الدولة وخدم بعض الخلفاء كتابة وتوفي ببغداد في سحرة يوم الجمعة لليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
Страница 105