وكم من كؤوس قد أدرت بودكم ... فهل لي كأس بينكم دار في ودي أحي إلى مصر حنين متيم ... بها مستهام القلب محترق الكبد
أراهم بلحظ الشوق في كل بلدة ... كأنهم بالقرب مني أو عندي
ول أن طعم الصبر جرعت فيهم ... لفضلته للحب فيهم علي الشهد
فكم قد قطعنا من مفاوز بعدهم ... وخضنا بها الصعب المرام من الوهد
إلى أن وصلنا الموصل الآن فانتهت ... بنا لجمال الدين القصد
علي بن أحمد بن علي بن محمد بن دواس القنا الواسطي أبو الحسن قرأ علم الأوائل وانفرد بمعرفة علم النجوم وأجاد في ذلك واشتهر به ورحل إلى بغداد وأقام بها أخذ عنه جماعة من أهلها وعرف بهذا النوع وتوفي ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة اثني عشر وستمائة.
علي بن علي بن أبي علي السيف الآمدي من أهل آمد ولد بها بعد سنة خمسين وخمسمائة وقرأ على مشائخ بلده مذهب الشافعي ورحل إلى العراق وأقام في الطلب ببغداد مدة وصحب ابن بنت المنى المكفوف وأخذ عنه وأجاد عليه الجدل والمناظرة وأخذ علم الأوائل عن جماعة من نصارى الكرخ ويهودها وتظاهر بذلك فجفاه الفقهاء وتحاموه ووقعوا في عقيدته وخرج من العراق إلى مصر فدخلها في ذي القعدة من سنة اثنين وتسعين وخمسمائة ونزل في المدرسة المعروفة بمنازل العز التي كان يتولى تدريسها الشهاب الطوسي وناظر وحاضر وأظهر بنا تصانيفه في علوم الأوائل ونقلت عنه وقرأها عليه من رغب في شيء من ذلك وقرئ عليه تصنيفه في أصول الدين وأصول الفقه ثم خرج عن مصر إلى الشام واستوطن دمشق بها التدريس في مدرسة من مدارسها ولم يزل على ذلك إلى سنة إحدى وثلاثين وستمائة وفي هذه السنة استولى الملك الكامل على مدينة آمد فأخبر أن صاحبها الذي انتقلت عنه كان قد راسل السيف في السر أن يصير إليه ويوليه قضاء آمد فأنكر عليه ذلك وكونه روسل ولم ينه ذلك فرفعت يده عن المدرسة وتعطل وأقام بمنزله شهورا قليلة ومات وتصانيفه في الآفاق مرغوب فيها فمن ذلك. كتاب الباهر في علم الأوائل خمس مجلدات. كتاب أبكار الأفكار في أصول الدين أربع مجلدات. كتاب الحقائق في علوم الأوائل ثلاث مجلدات. كتاب المأخذ على فخر الدين بن خطيب الري في شرح الإشارات مجلد.
عمر بن الفرخان أبو حفص الطبري أحد رؤساء التراجمة والمتحققين بعلم حركات النجوم وأحكامها قال أبو معشر البلخي كان عمر بن الفرخان الطبري عالما حكيما وكان منقطعا إلى يحيى بن خالد بن برمك ثم انقطع إلى الفل بن سهل وكان بين القمر والمريخ في مولد جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك درجات يسيرة فضربها عمر في اثني عشر فصح حكمه ولم يكن المنجمون يلتفتون إلى هذا الباب حتى عمله عمر فصح ذلك وذكره أيضا أبو معشر في كتاب المذكرات لشاذان بن بحر أن ذا الرياستين الفضل لبن سهل وزير المأمون استدعى عمر بن الفرخان من بلده ووصله بالمأمون فترجم له كتبا كثيرة وحكم بأحكام موجودة إلى اليوم في خزائن السلطان وألف له كتبا كثيرة في النجوم وغير ذلك من فنون الفلسفة منها. كتاب تفسير الأربع مقالات لبطليموس من نقل ابن يحيى البطريق. كتاب المحاسن. كتاب اتفاق الفلاسفة واختلافهم في خطوط.
Страница 104