167

Ихтирас

الاحتراس عن نار النبراس المجلد الأول

Жанры

قلت: لو سلمنا الاحتمال المذكور، وساعدنا على اطراح رواية الكسر بالدال لكان فيه دليل على استحقاقه الخلافة أوضح من الدليل على تقدير الكسر للدال، وذلك لأنه إذا كان قاضيا للدين اللازم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مستحقا للخلافة بعده بلا فاصل بيان اللزوم إنه لا مال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ثبت عندهم من حديث ما تركناه صدقة، فيكون قضاء الدين حينئذ من بيت المال، فلو لم يكن علي كرم الله وجهه في الجنة هو الخليفة بعده صلى الله عليه وآله وسلم لم كان هو القاضي للدين من بيت المال الذي أمر على الخليفة لا إلى غيره هو ظاهر، فثبت أن الدليل قائم على كلا الإحتمالين على أن قوله عليه الصلاة والسلام: ((أقضاكم علي)) لا يحوم حوله الاحتمال عند أهل الانصاف والاطلاع على نسبته، فهو دال على أن عليا رضي الله عنه أعلم بالأحكام في كل باب، فاعتبروا يا أولي الألباب ، وعلى هذا فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها)) من هذا الواد ويمكن الاستدلال به أيضا على استحقاق علي كرم الله وجهه في الجنة للخلافة والإمام بعده صلى الله عليه وآله وسلم من دون فاصل، وتقديره على ما قد مر في حديث: ((أقضاكم علي)).

ومن العجائب: أن المعترض ترك عادته المألوفة وطريقته المكشوفة فلم يتعرض بالرد لهذا الحديث -أي حديث: ((أنا مدينة العلم))- مع أنه قد قال بعض أئمتهم السالفين طريقة المعترض أنه موضوع.

Страница 188