والجواب: أن ذلك يستلزم الحاجة إليها وقد ثبت بما سيأتي أنه ليس بمحتاج، ثم أنكم مجموعون (معنا على أن) ذوات العالم هي العالم والعالم محدث والمحدث نقيض الأزل فيجب أن يستحيل الجمع بين وصف ذوات العالم بأنها محدثة وثابتة فيما لم يزل، وكذلك فإنه يستحيل بإجماعهم وجود ذوات العالم فيما لم يزل، فيجب أن يستحيل ثبوتها فيما لم يزل لعدم الفرق المعقول بين الثبوت والوجودية ولأن الله تعالى قد أخبر في محكم كتابه بأنه الأول وثبت بأدلة العقل أنه سبحانه ثابت فيما لم يزل وأنه لا أول لثبوته، فلو كانت ذوات العالم كما زعموا ثابتة فيما لم يزل لم يكن ما لأول لثبوته أولى بالأولوية مما لثبوته أول، ثم التعبير بالأزل بدلا عن القدم وبالثبوت بدلا عن الوجود وبالذات بدلا عن العين مخالف لما عليه عرف أهل اللغة العربية من ترادف هذه الألفاظ ألا ترى أنه لا يجوز أن يقال الله سبحانه قديم غير أزلي ولا موجود غير ثابت بل هو كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: دليله آياته، ووجوده إثباته. وكل اسم مبتدع لم يدل عليه دليل فهو من الأسماء المسماة التي ما أنزل الله بها من سلطان وما هذا حاله وجب رده.
Страница 58