تنبيه:
إذا تقرر في العقول أن الله تعالى عالم فمن جملة ما هو عالم به ما سيكون وهل يحتاج في علمه به إلى ثبوته في الأزل ولا خلاف بين العلماء، فعند جمهور أئمتنا عليهم السلام وقدمائهم وهو الذي مال إليه إمام زماننا أيده الله تعالى أن علمه بما سيكون لا يحتاج إلى ثبوت ذلك المعلوم في الأزل بمعنى أنه يعلم الأشياء وهي في العدم المحض لا ثبوت لها ولاوجود وأنه لا يجوز أن يوصف بالثبوت فيما لم يزل إلا الله وحده لا شريك له والله سبحانه قادر على أن يخلق خلقا بعد خلق إلى ما لا نهاية له، ولا يجوز أن توصف مقدوراته بأنها ثابتة فيما لم يزل لأجل كونه سبحانه قادرا فيما لم يزل. (وقال متأخروا) الزيدية كالمهدي عليهم السلام وبعض صفوة الشيعة وبعض المعتزلة: بل يجب ثبوتها ليصح تعلق العلم بها، فقالوا ذوات العالم ثابتة في الأزل ولم يقولوا أعيان العالم موجودة في القدم ففرقوا بين الذات والعين وبين الأزل والقدم وبين الثبوت والوجود وأثبتوا لهم مذهبا متوسطا بين مذهب العترة وهو القول بحدوث العالم ذاته وصفاته وبين مذهب الفلاسفة وهو القول بأن أعيان العالم موجودة في القدم لأنهم عابوا مذهب العترة ومذهب الفلاسفة.
Страница 57