Ибрагим Тани
إبراهيم الثاني
Жанры
قال: «هل ساءك منه أن معه هذه الفتاة؟ كونى أوسع صدرا وأرحب أفقا».
قالت: «ولماذا يسوءنى؟ وما شأنى إذا كان معه ألف فتاة؟ إنه حر وأنا أيضا حرة».
فلم ير أن الموقف يسمح بطول الحديث وقال: «طبعا. طبعا. والآن أرينا هذه الابتسامة التى احتجبت عنا اليوم. أرينيها، وأرى صادقا أيضا، هاتى».
فأدركت مراده، وغالبت نفسها حتى استطاعت أن تبتسم.
فقال: «هذا أحسن.. ولا تبخلى على.. علينا جميعا.. بحلاوتها وفتنتها حين نعود إليهما. أريد أن أرى ميمى - اليوم على الخصوص - كما أعرفها.. تماما».
فهزت له رأسها هزة خفيفة، وألقت إليه نظرة شكر. فقال وهو يعود بها: «والآن. من الان سنكون ضيوفك، فأذيقينا كرمك، واحتقبى شكرنا وشكر العبد لله خاصة، وثقى أنك ستحمدين ما أكلفك».
قالت: «هذا يقينى. وأنت تعرف ثقتى بك».
ورأى صادق بشرها، وتطلق وجهها، فتعجب لسلطان إبراهيم عليها، وود لو كان له مثله، وشعر بالغيرة تدب فى نفسه.
8
وانحدرت الشمس. فخرجت الدنيا من الحر، وطاب الوقت، واعتدل الجو وطالت الجلسة على النهر، وانشرحت الصدور. ولم يعد إبراهيم يلمح ما كاد يعكر الصفو قبل ساعة. وسره من ميمى أنها قدرت على مغالبة نفسها وارتدت إلى السجاحة والبشاشة، وحسن الإيناس. وأعجبه من صادق أنه يتكلم بسهولة، ولا يبدو عليه تكلف، أو تحرز، كأنما لا يعنيه من ميمى شىء. أما فتحية فكانت معظم الوقت صامتة وكان هذا خير ما يمكن أن تصنع فى رأى إبراهيم، فقد كان يشعر، حين تتكلم، أن صوتها يجرح أذنه، أو يصك سمعه بمثل الحجارة.
Неизвестная страница