جاء في إحدى المجلات الروسية
1
تحت هذا العنوان ما يأتي بالحرف الواحد:
في شبه جزيرة العرب المجاورة لفلسطين؛ حيث كان الناس يدينون بالديانتين المسيحية واليهودية - ظهرت ديانة عظيمة أساسها الاعتراف بوحدة الله، وهذه الديانة تعرف بالمحمدية، أو كما يسميها أتباعها: الإسلام، وقد انتشرت هذه الديانة انتشارا سريعا بين قبائل متعددة، وأمم كثيرة؛ حتى بلغ عدد منتحليها في هذا العصر نحو مائتي مليون نفس.
مضى على ظهور الديانة الإسلامية 1330 عاما، أو بعد ظهور الديانة المسيحية بنحو 600 سنة، ومؤسس هذا الدين هو العربي محمد.
كان العرب - أقرباء اليهود باللغة والجنس - قبل ظهور الرسول وثنيين يعبدون آلهة متعددة، وأرواحا صالحة وشريرة، وكانت تقسم إلى قسمين: عائلية، ووطنية؛ فكان كثير من العائلات تصنع لها صنما خاصا تعبده، وكان في كل قبيلة صنم عام تسجد له برمتها، ولكن العرب عموما كانوا يعتقدون بوجود إله يعتبرونه أبا لهذه الأرباب ويسمونه «الله العلي العظيم».
وكانت اعتقادات العرب الدينية مملوءة بالخرافات، وديانتهم مبنية على القسوة والانتقام والتعادي.
ولقد انقسمت بلاد العرب إلى ثلاث مقاطعات؛ وهي: اليمن ذات التربة الخصبة؛ ويعمل أهلها بالزراعة وتربية المواشي، ثم نجد؛ ويسكنها قوم رحل يتوفرون على تربية الماشية والغزو والنهب، ثم الحجاز؛ أهلها أرباب تجارة مع مصر وسوريا والجهات الأخرى، وعاصمة هذه الجهة مكة؛ وهي المدينة المقدسة عند جميع القبائل العربية، ولكل قبيلة فيها أصنام خاصة بها، وفيها الكعبة ؛ المعبد العظيم الذي يحفظ فيه الحجر الأسود الذي تقول تقاليد العرب بشأنه: إن الله سبحانه وتعالى أنزله على إبراهيم جد العرب؛ لأنهم يعتقدون أنهم من نسل إسماعيل ابن هاجر.
وكان العرب يزورون مكة في كل عام، وحتى يأمنوا على نفوسهم من القتل والسلب في خلال هذه الزيارة عينوا أربعة أشهر في العام، حرموا في أثنائها سفك الدماء، والغزو، والسرقة.
ولما وحد النبي محمد قبائل العرب وأنار أفكارهم وأبصارهم بمعرفة الإله الواحد هذب أخلاقهم، ولين طباعهم وقلوبهم، وأصلح عاداتهم البربرية الهمجية، وجعلهم أمة مستعدة للرقي والتقدم.
Неизвестная страница