ثم منهم من يطلق القول بأنه مخلوق ومنهم من يمتنع من إطلاق هذه اللفظة مع القطع بأنه ليس بقديم احتراز مما فيه من الإبهام لأن المختلف ما لا يكون له اصل
وقالت الكرامية الكلام قديم والقول حادث غير محدث والقرآن قول الله وليس بكلام الله والكلام عندهم القدرة على التكلم
والكلام في هذه المسألة يبنى على أصلين أحدهما إثبات حقيقة الكلام
والثاني إثبات حقيقة المتكلم
فأما الأصل الأول فعندنا حقيقة الكلام هو المعنى القائم بالنفس الذي تدل عليه العبارات والإشارات والكتابة وأما العبارة فتسمى كلاما
ثم لا المذهب الصحيح أن العبارات كلام على الحقيقة واسم الكلام يتناولها على الحقيقة لا على المجاز
ومن أصحابنا من قال تسمية العبارات كلاما على سبيل المجاز لأنه دلالة على الكلام كما يسمى علما يقول القائل سمعت اليوم علوما كثيرة ويريد به العبارات الدالة على العلوم
وقالت المعتزلة حقيقة الكلام حروف منتظمة وأصوات منقطعة دالة على أغراض صحيحة
Страница 99