196

Жемчужина ныряльщика в иллюзиях особых

درة الغواص في أوهام الخواص

Исследователь

عرفات مطرجي

Издатель

مؤسسة الكتب الثقافية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Место издания

بيروت

[١٦٩] وَيَقُولُونَ: كلمت فلَانا فاختلط، أَي اخْتَلَّ رَأْيه وثار غَضَبه، فيحرفون فِيهِ، لِأَن القَوْل فاحتلط بِالْحَاء المغفلة لاشتقاقه من الاحتلاط، وَهُوَ الْغَضَب، وَمِنْه الْمثل الْمَضْرُوب: إِن أول العي الاحتلاط، وأسوأ القَوْل الإفراط
[١٧٠] وَيَقُولُونَ فِي الْكِنَايَة عَن العربيّ والعجميّ: الْأسود والأبيض، وَالْعرب تَقول فيهمَا: الْأسود والأحمر، تَعْنِي الْعَرَب والعجم لِأَن الْغَالِب على ألوان الْعَرَب الأدمة والسمرة، وَالْغَالِب على ألوان الْعَجم الْبيَاض والحمرة، وَالْعرب تسمي الْبَيْضَاء حَمْرَاء كَمَا تسمي السَّوْدَاء خضراء.
وَفِي الْأَخْبَار المأثورة أَنه ﷺ كَانَ يُسَمِّي عَائِشَة ﵂ الْحُمَيْرَاء.
وَأما قَوْلهم: الْحسن أَحْمَر، فَمَعْنَاه أَنه لَا يكْتَسب مَا فِيهِ الْجمال إِلَّا بتحمل مشقة يحمار مِنْهَا الْوَجْه كَمَا قَالُوا للسّنة المجدبة: حَمْرَاء، وكنوا عَن الْأَمر المستصعب بِالْمَوْتِ الْأَحْمَر، وَأما قَول الشَّاعِر:
(هجان عَلَيْهَا حمرَة فِي بياضها ... تروق بِهِ العينان وَالْحسن أَحْمَر)

1 / 204