ثم نراه يعرج في تفسيره على آية البسملة بأن الاسم يراد به التسمية وهو غير المسمَّى، وهذا مذهب المعتزلة حيمث أشار إليه ابن كثير (١) فقال: "إن ما ذهب إليه المعتزلة من هذا القول هو عبث على جميع التقديرات، والذي عليه أهل السنَّة أن الاسم هو المسمى، وهو ما ذهب إليه أبو عبيدة وسيبويه واختاره الباقلاني وابن فورك وغيرهم" اهـ.
وفي الجملة فإننا وإن كنا نخالف المؤلف فيما ذهب إليه من المسائل التي ذكرنا فإن ذلك لا يقلِّل من جلالته وقدره وسعة علمه، بل إننا نجد أن أكثر علماء التفسير ينحون هذا المنحى في تبنّي وتقرير مذهب الأشاعرة، مع أننا في أمسِّ الحاجة إلى علمهم ولا يمكننا الاستغناء عنهم بوجه من الوجوه، وقد فصَّلت الكلام في كتابي الموسوعي الذي كتبته عنهم والذي بعنوان "الموسوعة الميسَّرة في تراجم أئمة التفسير والنحو واللغة مع دراسة لعقائدهم وشيء من طرائفهم" وكانت حصيلة هذه الموسوعة أنني خرجتُ بأن أكثر أئمة التفسير والنحو واللغة يتبنّون مذهب الأشاعرة.
_________
(١) تفسير ابن كثير (١/ ٢٩).
1 / 63