العلو والارتفاع (١)، وكذا ذكر البغوي (٢) وغيرهما من أئمة السلف.
ثالثًا: قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ﴾ قال: أَلْهَمَ ووفَّق. وهذا أحد أقسام العلوم عند الأشاعرة.
رابعًا: قوله تعالى: ﴿فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ ذكر بأن الله متعالٍ عن الحلول في الجهات والأقطار، وهذا يشبه كلام الأشاعرة في نفي الجهة. ومذهب أهل السنَّة عدم الخوض في الجهة لا نفيًا ولا إثباتًا؛ لأن الكتاب والسنَّة لم يفصَّلا في ذلك ولم يتطرَّقا لها، فمن باب أولى أن نترك ما تركه الله ورسوله. وكما جاء في الحديث: "إن الله فرض فرائض فلا تضيِّعوها وحدَّ حدودًا فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمةً بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها". وقد فصلت القول في هذه المسألة عند الآية الكريمة، فالمؤلف في عدة مواطن استعمل الكلمات التي يخوض بها الأشاعرة مثل: العرض، والجوهر، والجهة، والجسم.
خامسًا: في قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فسَّر الرحمة بأنها إرادة الخير، وهو مذهب الأشاعرة في نفي صفة الرحمة لأنها تقتضي الرقة، والله منزَّه عنها - على حدِّ قولهم - ومن المعلوم أن الأشاعرة يركزون على إثبات سبع صفات مجموعة في قول الناظم:
لهُ الحياة والكلام والبصر ... سمع إرادة وعلم واقتدر
فهذه نماذج تمثل منهج المؤلف في تأويله لآيات الصفات.
ثم إنه لما يتحدَّث عن الأمر والإرادة يقول: إن الأمر غير الإرادة، فهو يعلق على أمر الله تعالى إبراهيم بذبح ابنه يقول: "إن الإرادة انفصلت عن الأمر لأن الله أمر بذبح ابن إبراهيم ولم يرده" فهو يرى أن إرادة الشيء غير الأمر، وهذا منهج وتقرير الأشاعرة.
_________
(١) تفسير الطبري (١/ ٤٥٧).
(٢) تفسير البغوي (١/ ٥٩).
1 / 62