١٩١- ثم نرجع إلى هذه الأيام فنبين كم مقدار كل يومٍ على ما قاله العلماء إذ كانت هذه الأشياء إنما تؤخذ عن العلماء لا بالآراء.
١٩٢- فمن ذلك حديث أبي مالكٍ وأبي صالحٍ، عن ابن عباسٍ؛ ومرة الهمداني، عن ابن مسعودٍ: ﴿ثم استوى إلى السماء وهي دخانٌ﴾ قال: وكان ذلك الدخان من تنفس الماء حين تنفس، فجعلها سماءً واحدةً، ثم فتقها، فجعلها سبع سمواتٍ في يومين، في الخميس والجمعة، وإنما سمي الجمعة لأنه جمع فيه خلق السموات والأرض.
١٩٣- وقال غيره: وصح أن ابتداء خلق السموات والأرض إلى حين الفراغ في ستة أيامٍ، مقدار كل يومٍ ألف سنةٍ من أيام الدنيا، وكان بين ابتدائه جل وعز في خلق ذلك وخلقه القلم الذي أمره بكتابة ما هو كائنٌ إلى قيام الساعة يومٌ، وهو ألف عامٍ، فصار ابتداء الخلق إلى الفراغ منه سبعة آلاف عامٍ.
١٩٤- وقول ابن عباس: مدة إقامة الخلق إلى قيام الساعة سبعة أيامٍ كما كان الخلق في سبعة أيامٍ وهي سبعة آلاف سنةٍ.
قال ابن عباسٍ: الدنيا سبعة آلاف سنةٍ.
١٩٥- وقد اختلف فيما مضى منها، فاليهود تقول شيئًا والنصارى تقول غيره؛ والمجوس أيضًا تخالفهم إلا أن بعض جلة العلماء قال: الصحيح أنه مضى من الدنيا قبل الهجرة ستة آلاف سنةٍ وخمس مئة،
1 / 90