السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعاتٍ بقين منه، وخلق في أول ساعةٍ من هذه الثلاث الساعات الآجال يموت من مات، وفي الثانية ألقى الألفة على كل شيءٍ ينتفع به الناس، وفي الثالثة آدم ﷺ وأسكنه الجنة وأمر بالسجود له، وأخرجه في آخر ساعةٍ» قالت اليهود: ثم ماذا يا محمد؟ قال: «﴿ثم استوى على العرش﴾» قالوا: أصبت؛ ثم استراح؛ فغضب النبي ﷺ غضبًا شديدًا، فنزلت: ﴿ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيامٍ وما مسنا من لغوب. فاصبر على ما يقولون﴾ .
١٨٩- قال أبو جعفر: زعم محمد بن إسحاق أن الحديث الأول أولى، واستدل بأن الفراغ كان يوم الجمعة؛ وخالفه غيره من العلماء الحذاق النظار، فقال: دليله هو الدليل على خطائه، لأن الخلق في ستة أيام يوم الجمعة منها، كذا صح عن النبي ﷺ برواية الجماعة، فلو لم يدخل في الأيام كان الخلق في سبعةٍ أيامٍ، وذلك خلاف ما جاء به التنزيل.
١٩٠- قال أبو جعفرٍ: الحديثان ليسا بمتناقضين، لأنا إن عملنا على الأول فالخلق في ستة أيام، وليس في التنزيل أنه لا يخلق بعدها شيئًا، فيكون هذا متناقضًا؛ وإن عملنا على الثاني، فليس في التنزيل أنه لم يخلق قبلها شيئًا.
1 / 89