وقيل لأبي العالية: أنقرأ ﴿ننشرها﴾ أو ﴿ننشزها﴾ فقال: إنها زايٌ فزوها.
وأما نونت نونًا فلا يجوز غيره، لأن أوسطها واوٌ.
فإن كان الأوسط ياءً لم يجز فعلت إلا بالياء، تقول: سينت سينًا، وعينت عينًا، وميمت ميمًا.
وقد حكي عن العرب في ما ولا: مويت ولويت، والأصل الياء، كما تقول: بييت في لغة من قصر؛ هذه حكاية النحويين.
والقول فيه عندي أنه على لغة من مد، فشبهه بما مد، وهو على حرفين من حروف المعجم. والدليل على صحة ما قلت أنه قد سمع مويت ما حسنةً وماءً حسنةً.
فإن كانت ثلاثة أحرف، الثاني منها ألف، والثالث واوٌ؛ قيل: وويت واوًا حسنةً. والعلة فيه عندي أن الألف صارت رابعةً، فصار مثل أغويت، ويجوز قلب الواو إلى الهمزة، فيقال: أويت، مثل: أحدٍ ووحدٍ وأناةٍ ووناةٍ، وهو في وويت أحسن لاجتماع الواوات.
وروى أبو العالية، عن زيد بن ثابتٍ ﴿كيف ننشزها﴾، وقال: إنما هي زايٌ، فزوها.
1 / 84