١٧٥- قال الفراء: لم تعرب حروف المعجم لأن المتكلم أراد أن يعلم المخاطب الهجاء، فقال: اب ت ث حكايةً لحروف الأسماء، فوقفه، لأنه لم يرد أن يخبر عنه بشيءٍ، فإن أخبر عنه بشيءٍ أعربه، فقال: هذه باءٌ قصيرةٌ، وكذا إن نسق، فقال: هذه ألفٌ وباءٌ. وكلام الفراء في هذا حسنٌ.
١٧٦- وفي حروف المعجم لغاتٌ، فما كان منها على حرفين ففيه ثلاث لغاتٍ: القصر بغير تنوينٍ، وبتنوينٍ، وبالمد؛ تقول: هذه با قصيرةٌ، وإن شئت قلت باءٌ. وكذلك إن نسق، فقال: هذه ألفٌ وبا، وإن شئت مددت. وفي الزاء خمس لغاتٍ، يقال: هذه زايٌ، فاعلم، هذه اللغة الفصيحة، وإن شئت زي بالتشديد، وإن شئت زا بالقصر بغير تنوينٍ، وتنوينٍ، واللغة الخامسة المد. وما كان منها على ثلاثة أحرفٍ جرى بالإعراب تقول: هذه ألفٌ وجيمٌ وما أشبههما، فإن أردت أن تكتب فعلت منها، قلت من الألف: ألفت ألفًا، ومن الباء وما أشبهها على لغة من قصر: بييت با، وتييت تا، وهييت ها، وعلى لغة من مد بالواو بويت وتويت وهويت، وكذا من قال زاءٌ فمد، قال: زويت؛ ومن قصر، قال: زييت؛ ومن قال: زايٌ، قال: زويت، كما قال في الأول؛ ونظير زويت من الزاي قولك: كوفت كافًا، وقوفت قافًا، ودولت دالًا، ولومت لامًا، هذه اللغة الصحيحة، وقد حكي كيفيت وقيفت وزييت وليمت.
1 / 83