باب الحذف في أبي جادٍ والإعلال له، وذكر ما فيه من الاختلاف
١٥١- اعلم أن حروف المد واللين تحذف كثيرًا، لأن ما قبلها يدل عليها.
١٥٢- فلما كانت أبو جاد وأخواتها إنما قصد بها تعليم معرفة كتاب الحروف في الوصل لم تحتج فيها إلى تكريرٍ، فتحذف الواو من أبي جادٍ لأنها ثابتةٌ في هواز؛ وتحذف الألف الثانية من أبي جادٍ لأنها ثابتةٌ في أوله.
١٥٣- فإن قال [قائلٌ]: فهلا أثبتوا الواو في أبي جاد لأنها أول الحروف، فاكتفوا بها من الواو التي في هوازٍ. قيل: حروف أبي جادٍ كثيرةٌ، وحروف هوازٍ قليلةٌ، فكان الحذف من الكثير أولى لتعتدل الكلمتان، وحذفوا الألف من هوازٍ لأنها ثابتةٌ في أبي جادٍ، وجاءت حطي سالمة الياء لأنها ليس قبلها مثل صورتها، وحذفت الواو من كلمن لأنها في هواز.
١٥٤- فإن قال قائلٌ: لم كتبوا صعفص صادين، وقد قلت: إنه ليس من مذهبهم الجمع بين صورتين في هؤلاء الحروف؛ ففي هذا جوابان:
أحدهما: أنهم جمعوا بين صورتين ها هنا، لأن الصاد الثانية مخالفةً للصاد الأولى، لأن الأولى موصولةٌ والثانية معرفةٌ.
والقول الثاني: أن الحذف والاكتفاء إنما يكون في حروف المد
1 / 76