وكما قال الشاعر، وهو امرؤ القيس:
تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظرٌ عال
لأن التنوين هاهنا ليس علامةً للانصراف، وإنما هو بمنزلة النون في مسلمين، فلا يجوز حذفها بوجهٍ.
فقد ذكرنا في هذه الأشياء على قول البصريين، وأما الكوفيون فلهم فيها أقوالٌ لا يعرفها البصريون، فأذكرها لتكثر فائدة الكتاب، ولعل من لا يحسن غير علم الكوفيين ينظر فيه فيتوهم أن ذلك غاب عنا.
١٤٠- أجاز الكوفييون في أبي جادٍ أن تجعل الواو من بناء الاسم وعدد حروفه، وتوقع الإعراب على الدال فلا تجريه، فيقول: أعجبني أبو جاد، وكتبت أبو جاد، ونظرت إلى أبو جاد، واحتجوا بما روي «وكتب علي بن أبو طالبٍ» .
١٤١- وسمعت علي بن سيلمان يقول: هذا خطأٌ عظيمٌ، وهدمٌ لأصول العربية، أو معنى هذا؛ قال: والقول فيه أن الواو والياء والألف حروف المد واللين عندهم واحدٌ، فيبدلون بعضها من بعضٍ في الخط واللفظ على ما يجب في العربية، فيقولون: رأيت أبا محمدٍ، ويكتبونه بالواو؛ وليس يستنكر أن يقال: لهم الفضل والتقدم، وليس لهم علمٌ
1 / 73