من قال: هي أسماء قومٍ أو غيرهم، وإن كانت الروايات مضطربةً، فالذي لا يشك فيها أن قول القائل: أبو جادٍ، اسمٌ لشيءٍ أشبه شيءٍ به الحروف المقطعة التي تدل على حرفٍ منها على ما فعل منه، أو على اسمٍ في قول من قطعها، وكذلك هوز وبقيتها؛ وإن كان الأمر على ذلك فهي أسماءٌ لمسيماتٍ بهن، ولا دلالة على أنها حروفٌ تقطع بكل حرفٍ على شيءٍ، ولو كان كذا جاءت كما جاء الم والمص وما أشبههما، فإن قيل: فلم لم تعرب أواخرها؟ قيل: إنما تعرب الأسماء إذا كان لها معربٌ أو قصد لها قصد الخبر عنها، وهذه ليست كذلك، ولو أخبر عنها مخبرٌ لأعربها، فقال: هلك أبو جادٍ، وبقي بعده هوازٌ.
١٣٧- قال أبو جعفرٍ: إن سميت رجلًا بأبي جادٍ قلت على قول البصريين: أعجبني أبو جادٍ، وكتبت أبا جادٍ، وعجبت من أبي جادٍ وكذلك إن جعلتها أسماءً للحروف، وكذلك هواز مصروفٌ.
١٣٨- سمعت محمد بن الوليد يقول: هو مشتقٌ من هوز الرجل إذا مات وإذا مر، وحطي مصروفٌ لا غير عند البصريين، وكلمن عجمي لا ينصرف، وقد جعل بعضهم الإعراب في الواو، وذلك شاذٌ، وسعفص لا ينصرف أيضًا.
١٣٩- وحكى بعض النحويين أن أعرابيًا فصيحًا سئل عن أبي جادٍ، فصرفها كلها إلا صعفص، قال: هو اسم شيطانٍ، وقرشت مصروفٌ وإن سميت به مؤنثًا كما قال جل وعز: ﴿فإذا أفضتم من عرفات﴾
1 / 72