كذلك نعرف زينب فواز السورية المولد المصرية الموطن، منشئة «الرسائل الزينبية» فضلا عن فصولها الأخرى وقصائدها. وهي التي عقدت في كتابها «الدر المنثور في طبقات ربات الخدور» فصلا مطولا عن شاعرة آل تيمور. وصدرت الكتاب المذكور بخطاب من السيدة عائشة مثقل بالثناء والتبجيل من نحو ما كانوا يثنون يومئذ ويبجلون. •••
ويحدثنا «المقتطف» في عدد يونية 1897 عن السيدة ليلى هانم «كريمة المرحوم خليل باشا شريف من وزراء الدولة العلية، وأخي المرحوم علي باشا شريف رئيس مجلس شورى القوانين السابق». فيقول إن هذه السيدة «تكتب بالإنجليزية مقالات تنشر في أشهر المجلات» وإنها كتبت رواية غرامية اسمها
A Turkish Love Story
ترجمها محرر «المقتطف» ونشرها متتابعة في المجلد السادس والعشرين سنة 1901 باسم «رواية أمينة». قرأت هذه الرواية بثوبها العربي بكل سرور في العام الماضي، ولا شك عندي أن الوصف فيها «لحريم» الأستانة يومئذ أصدق من كل ما كتبه الإفرنج في هذا الباب.
وليست لتقصر يقظة المرأة على الكاتبات والأديبات بل للمهتمات بالشئون العمومية عن غير طريق القلم أثر قيم. لذلك يتسع المجال هنا لذكر المغفور لها البرنسس عين الحياة، الزوجة الأولى للسلطان حسين (يوم كان أميرا)، ووالدة البرنس كمال الدين حسين. فإنها كانت معروفة بالمقدرة والفطانة وحب السعي الحميد. ومن مآثرها الخطيرة الشأن «مبرة محمد علي» أول جمعية خيرية للسيدات المسلمات، بيد أنها لم تشهد نتيجة ما دعت إليه. ولم يتم إنشاء المستوصف الأول الذي أطلق عليه اسمها وما زال معروفا به «مستوصف عين الحياة» إلا بعد وفاتها في أوائل 1911. أما الغرض الذي عينته لنفسها هذه الجمعية فهو «العمل جهد الطاقة؛ أولا لتقليل عدد الوفيات الجسيم من الصغار في القطر المصري. ثانيا لتقليل عدد وفيات الأمهات الناجمة عن حميات النفاس.»
وماذا أقول عن البرنسس نازلي الملتهبة ذكاء، البارعة في الموسيقى وفي اللغات التي عرفتها، الخارجة على عادات زمنها بمقابلة من شاءت من أفاضل الرجال والتدخل في مختلف الشئون العالمية والحوادث الوطنية. ولقد نشر المرحوم ولي الدين يكن في كتابه «المعلوم والمجهول» صورة خطاب أرسلته إلى عبد الحميد في أيام بطشه وجبروته. وحسب القارئ الاطلاع على هذا الخطاب ليعرف ما كانت عليه من الجرأة والذكاء والنزعة الاستقلالية. قالت تخاطب صاحب الجلالة اليلدزية الرهيبة:
مليكي
قرأت مع الأسف الشديد في جرائد أوروبا التي وردت في هذا الأسبوع أن مولاي الأعظم غاضب علي غضبا شديدا. وعلمت أن السبب في غضبه حضوري مؤتمر «تركيا الفتاة» الذي عقد بباريس. ولهذا أرجو الإذن لي ببيان ما يدور بخلدي في هذا الباب:
إن استهدافي للغضب الملوكي ليس بالأمر الحادث، ولكنه مستمر منذ أربع سنوات. وإذا وجب أن يميز من حل بهم ذاك الغضب سهل تعيين الفئة التي ينبغي أن أحشد في عدادها. غير أن حضوري مذكرات هذا المؤتمر ليس تذرعا للشهرة؛ فهو إذن منزه عن كل غرض ذاتي.
يذكر مولاي الأعظم أنه قال ذات يوم للمرحوم خليل باشا شريف: «إني مغرم بكلمة الحق.» ولقد بشرني المرحوم بهذه البشارة الملكية وتعاهدنا كلانا منذ ذلك أن لا نحيد عن كلمة الحق.
Неизвестная страница