وهذا الكلام يدل على ما ذكره الإمام المهدي عليه السلام من أن مراد القائلين من أن الشيء يقبح لذاته ما ذكره من رد قولهم إلى مثل قولنا، وقد اعترف ابن حاجب والعضد أن هذا لا ينتهض دليلا على .........ولكن الإمام المهدي عليه السلام ذكر الجواب عنه في (الغايات) فقال: لا نسلم حسنه في هذه الصورة مع إمكان التعريض، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب)) وما من كلام ظاهره الكذب إلا ويمكن صرفه إلى ما يقتضي صدقه.
قال: فإن قدرنا أن المخبر في تلك الحال بلغ من الخلج حدا تعذر عليه فيه التعريض فهو حكم من سبقه لسانه إلى الكلام من غير قصد إلى إفادة المخاطب؛ لأن الحامل له عن الدفع عن الشيء إن كان مؤمنا أبلغ من الحامل له على الإخبار، فإذا ألجأ إلى الإخبار لهيبة الظالم فهو كالملجي إلى الكذب لما يجد في نفسه من الألم على الشيء، فيكون كمن سبقه لشأنه إلى الكذب فلا يقبح، هذا أقرب ما يجيب به أصحابنا في هذا الموضع إن سلموا إمكان تعذر التعريض في بعض الأحوال.
Страница 83