إن فكرة التطور بارزة في كل ما يكتبه برنارد شو، وهو يذكر لوحة الأحياء وتطورها من الخلية المفردة إلى الإنسان الحاضر في 700 مليون سنة، ثم يفكر في إيجاد كفاءات جديدة في إنسان المستقبل.
وأولى هذه الكفاءات أن يطول عمره حتى يكفي لأن يحيله من طفل كبير يحب الحروب، وينغمس في الخمر والجنس، ويشتهي المخدرات، ويقتني المال، ويؤثر الجهل والكسل على الجد والدرس، إلى إنسان حكيم قد كسب حكمته من السنين المديدة واستمتع بحياته.
وهو حين يصل إلى هذه الغاية يجد معنى ودلالة للوجود، ولذة في الحياة، لا يجدهما الآن.
الدين كما يؤمن به شو
لجميع الأديان - أيا كانت - وجهتان: الأولى غيبية، والثانية دنيوية.
فأما الغيبية فهي التي تعين مركز الإنسان في الكون، والالتفات يتجه أكثره نحو موقفه من أصل الدنيا، وأصل البشر، ومصيره بعد الموت، وما يلقى من ثواب أو عقاب في نعيم أو جحيم، وجميع الأديان القديمة تعنى لذلك بشرح ما بعد الموت وكأن هناك حياة هي خير من الحياة على الأرض.
أما الوجهة الدنيوية فهي ما يتصل بمعايش الناس وأخلاقهم.
وبرنارد شو يؤمن بنهائية الموت، فلا نعيم عنده ولا جحيم، ولا حساب في عالم آخر، ولكن ما موقفه من ناحية «الله»؟
هو موقف «سبينوزا» من حيث إن الله كامن في المادة.
برنارد شو لا يذكر كلمة الله، ولكنه يقول إن هناك ما يسميه «قوة الحياة»، وهذا التعبير هو صورة أخرى لتعبير برجسون «النهضة الحيوية» أو «التطور الخالق».
Неизвестная страница