وكان الوهابيون قد تجمعوا زهاء عشرين ألفا بالقرب من مدينة تربة | فهاجمتهم الجيوش المصرية ولم يكن النصر لأحد من الفريقين وفي صبيحة ذلك | اليوم الموافق ( 10 يناير سنة 1815 ) وصل إلى المعسكر محمد علي باشا بنفسه | ومعه بقية الجيش ووجه كل قواه أولا لمحاربة الجيش الآتي من جهة اليمن ، | من يعوقه في السير تقدم نحو مدينة تربة فاحتلها واحتل أيضا مدينة بيشة ورينة | وكان لإنتصاره هذا وقع عظيم في قلوب الوهابيين فانضم إليه كثير منهم ومن | قوادهم وصار يقطعهم المدن والقرى ليزيد ارتباطهم به وإطاعتهم له . | | ثم توجه الجيش إلى بلاد العسير الواقعة في جنوبي مكة وحارب جنود الأمير | طامى الذي حارب المصريين في قنفذة على البحر الأحمر واضطر زعيم أوغلى | إلى اختلائها ، ثم صار القبض عليه بمساعدة حسن بن خالد قائد جيوش أمير | تهامة وأرسل إلى مصر ومنها إلى إسلامبول حيث قتل .
وذكر الجبرتي في أخبار سنة 1230 وصول الأمير طامى إلى مصر فقال وفي | يوم الجمعة ثامن عشر شهر جمادى الأولى وصل طامى إلى البركة والمحمل إذ ذاك | بها ، فخرجت جميع العساكر في ليلة الإثنين الحادي والعشرين منه وساروا في | صبيحتها طوائف وخلفهم المحمل وبعد مرورهم دخلوا بطامى المذكور وهو | راكب على هجين وفي رقبته الحديد والجترير مربوط في عنق الهجين وصورته | رجل شهم عظيم اللحية وهو لابس عباءة عبدانية وكان يقرأ وهو راكب وعملوا | أيضا شنكا وضربوا مدافع . اه .
وبعد أن استتب الأمن في جهة العسير وما جاورها عاد الجيش إلى المدينة | واستعد طوسون باشا إجابة لرغبة والده للزحف على بلاد نجد وقام من المدينة | ووصل إلى قرب مدينة الرس فأتى إليه مشايخها وطلبوا منه ألا يحتل مدينتهم | بشرط أن لا يصرحوا للوهابين بالدخول إليها وأن يقدموا لجيشه كل ما يلزمه | من المؤن بالثمن الملائم فقبل ذلك منهم طوسون باشا رغبة في عدم تعريض | جيشه للحرب وحفظا له من فنائه بدون ضرورة شديدة داعية إلى ذلك ولا | احتياج كلي ، ثم انتظر بالقرب من الرس ريثما تأتيه الجنود اللازمة ليزحف على | الدرعية عاصمة الوهابيين .
Страница 64