وفي أثناء انتظاره الجنود دخل المدينة بقصد أداء فريضة الصلاة فدعاه أحد | مشايخها لتناول القهوة عنده وكان ( طوسون باشا ) قد أمر أنه في ذلك الوقت | تدخل العساكر وتحتل المدينة أثناء اشتغال الأهالي بالصلاة فقاموا بما أمروا به | واحتلوا المدينة بهذه الحيلة بدون حرب فلما احتلوها أمر بهدم أسوارها حتى لا | تعود صالحة لإقامة الوهابيين . وبعد مناوشات خفيقة احتل طوسون باشا في | | خلالها عددا عظيما من مدن نجد أرسل إليه عبد الله بن سعود ، الذي تولى بعد | والده سعود على طائفة الوهابيين ، رسولا يدعى الشيخ أحمد الحنبلي يطلب | الصلح والطاعة ويكون تحت طاعة أمير المؤمنين ومذعنا لجميع أوامره فجاوبه | طوسون باشا أنه لا يمكنه قبول ذلك منه إلا بعد استشارة والده محمد علي باشا | وأن يمنحه هدنة مدة عشرين يوما حتى يخبر والده بذلك فقبل منه عبد الله بن | سعود وبطلت كافة الحركات العدوانية وبقي كل جيش في مكانه ينتظر انتهاء | الهدنة لإتمام الصلح أو استمرار القتال .
وفي أثناء هذه الهدنة وصل إلى طوسون باشا خطاب من والده يخبره بأنه | سافر إلى مصر لأشياء ضرورية وأنه ترك عددا عظيما من الجند بين رجاله | وركبان تحت قيادة خزنداره ويوصيه فيه بالإسراع في الزحف على الدرعية | لإستئصال شأفة الوهابيين وإراحة العباد من مكايدهم ، وكان السبب في رجوع | محمد علي باشا إلى مصر على عجل هو علمه برجوع نابوليون من منفاه الأول | إلى فرانسا وتحققه من طمع هذا الرجل في احتلال مصر وجعلها مستعمرة | فرنساوية على طريق الهند الإنكليزية لما بين الدولتين من العداوة الوراثية وكان | وصول عزيز مصر إلى القاهرة على طريق القصير فقنا فمصر في يوم 18 يونيه | سنة 1815 ( اليوم الذي أنهزم فيه نابليون في واقعة وترلو ) وقد ذكر الجبرتي | وصول العزيز إلى القاهرة في أخبار شهر رجب سنة 1230 فقال : وفي يوم | الأربعاء سادسه وصلت هجانة من ناحية قبلى وأخبروا بوصول الباشا إلى | القصير فخلع عليهم كتحدا بيك كساوى ولم يأمر بعمل شنك ولا ضرب | مدافع حتى يتحقق صحة الخبر وفي يوم الجمعة ثامنه قبل العصر ضربت مدافع | كثيرة من القلعة والجيزة وذلك عندما ثبت وتحقق وصول الباشا إلى قنا وقوص | وفي ليلة الجمعة خامس عشره وصل إلى الباشا إلى الجيزة ليلا فأقام بها إلى آخر | الليل ثم حضر إلى داره في الأزبكية . اه . |
Страница 65