ولكن إذا كان فى الإمكان أن يتحرك الشىء فيحرك غيره، والتوهم فيما يرى حركة وليست بكائنة بغير حس، وإنما يكون فى ذوى الحس، وفى الإمكان أن تحدث حركة عن فعل الحس فتكون بالاضطرار شبيهة بالحس — فالتوهم إذا حركة لا يمكنها أن تخلو من الحس فلا تكون فيما لا حس له، ومن كانت له هذه الحركة فعل وتألم بها كثيرا، وفى الإمكان أن تكون هذه الحركة صادقة وكاذبة. — وإنما يعرض هذا فيها من أجل ما نحن قائلوه. إن الحس صادق فيما كان خاصا له وقل ما فيه من الكذب. وإنما يجوز أن يغلط فيكذب إذا عرض له عارض: وليس يغلط فى أن الأبيض أبيض، ويغلط فى أن كان هذا أبيض أم الآخر، فهذا ضرب ثان من الخطأ. والغلط الثالث يكون منه فى الأمور الشائعة التابعة للأعراض: كقولك: الحركة والعظم، فانما تعرض للأشياء المحسوسة، وفى مثلها خاصة يغلط الحس. وبين حركة فعل الثلاثة الحواس فرق: فالحركة الأولى صادقة ما كان الحس حاضرا، والأخريات كاذبات: حضر الحس المحسوس أو لم يحضر، ولا سيما إذا كان الشىء المحسوس نائيا بعيدا. — فان لم يكن مما قلنا شىء غير التوهم، وهو الذى نتكلم عليه، فالتوهم حركة من فعل الحس. وإذا كان البصر حسا 〈بالمعنى الأكمل〉، يسمى التوهم باليونانية باسم مشتق من الضوء لأنه بغير ضوء لا يمكن أن يرى أحد شيئا، وليس يكون أكثر التوهم إلا من البصر. فلأن يكون الحيوان باقيا صار أكثر فعله عن التوهم، والبهائم من أجل أنه ليس لها عقل صار لها توهم — 〈و〉كان التوهم لذوى العقول، وهم الناس، من أجل أن العقل ربما عرض له عارض فحجبه، مثلما نراه يعرض له فى وقت المرض والنوم.
وقد قيل عن التوهم ما هو، ولم كان.
[chapter 21: III 4] 〈العقل المنفعل〉
Страница 72