فقال الأول: يأتي ولكن بعد خراب البصرة، وما نفع مجيئه الآن وقد اجتمعت طوائف الدروز وقبائل العرب في حرش بيروت؟!
فأجابه الثاني: ولكن لماذا لا ينزل رجال كسروان لخلاصنا؟ أين يوسف كرم؟ وأين البطرك؟ لم نر منهما إلا المواعيد .
فقال الأول: سمعت أن يوسف كرم مخاوذ معهم، ولكني لا أحط بذمتي، وعلى كل حال آخر زمان يا أبا نهرا.
الثاني: آه على أيام الصبا! رزق الله على تلك الأيام! ولكن ما العمل والسن له حق، انظر كيف ترتجف يدي، فلا أستطيع رفع البندقية ولا يزال الرصاص في فخذي من أيام إبراهيم باشا، هذا الذي كتبه الله علينا، ولكن لا بد ما يجيء المسكوب، قلبي يقول لي إن مراكبه الآن في البحر ولا بد ما نراها غدا.
والتقى نقولا بمارون هناك، وقال له: أين عساكر فرنسا التي وعدتنا بمجيئها؟! فإننا لم نسمع عنها كلمة، والأمر كما ترى، وكنت عازما على النزول في البحر مع الذين نزلوا، ولكننا لم نكتب حتى الآن حجج الأملاك التي اشتريناها أخيرا من الشهابيين، وأخاف أن يصيبهم شيء وينكر أولادهم المشترى.
مارون :
الحق بيدك، ولكن إذا أصابهم شيء وكنا باقين معهم أصابنا كما يصيبهم، فماذا تنفع الحجج؟!
نقولا :
صحيح ولكن المال أعز من الروح، وأنا تأخرت في المخزن حتى صفيت أشغالي، وما وصلت إلى البيت إلا منذ ساعة، ولولا ذلك لألزمتني أم منري أن ننزل إلى البحر مع الذين نزلوا.
مارون :
Неизвестная страница