24

اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية

اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية

وعثمان رضي الله عنهم، كان زيد رضي الله عنه أحد فقهاء الصحابة الجلة الفرّاض فقال: (أفرضكم زيد)، وكان من الراسخين في العلم وكانوا يقولون غلب زيد بن ثابت الناس على اثنين القرآن والفرائض، خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية فقال من سأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، وروى عنه بعض الصحابة منهم ابن عمر وأبو سعيد وأبو هريرة وأنس وسهل بن سعيد وسهل بن حنيف وعبد الله بن زيد الخطمي رضي الله عنهم أجمعين، كما روى عنه من التابعين سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وسليمان بن يسار وأبان بن عثمان وبسر بن سعيد، وابناه خارجة وسليمان، - رحمهم الله جميعاً وغيرهم -، واختلف في وفاته فقال المدائني توفي سنة ستٍ وخمسين، وقيل أربع وخمسين على أصح الخلاف، روي أن ابن عمر رضي الله عنهما قال يوم مات زيد: اليوم مات عالم المدينة، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس رضي الله عنهما منه خلفاً، وصلى عليه مروان بن الحكم، ومناقبه شهيرة وفضائله كثيرة رضي الله عنه

قوله: [أجلى] أي أن مذهب زيد بن ثابت رضي الله عنه في الفرائض أوضح وأظهر.

قوله: [لذا بالاتباع كان أولى] أي من أجل جلاء مذهب زيد في الفرائض ووضوحه وظهوره كان أحق وأجدر بتقليد المقلد وبالمتعلم أن يتبع مذهب الإمام زيد في الفرائض وذلك لأمرين هما:

الأمر الأول: للحديث (أفرضكم زيد).

الأمر الثاني: أنه ما تكلم أحد من أصحاب رسول الله ﴾ في الفرائض إلا وجد له قول في بعض المسائل قد هجره الناس بالاتفاق إلا زيد فإنه لم يقل قولاً مهجوراً بالاتفاق وذلك يقتضي الترجيح كما قاله القفال رحمه الله تعالى.

قال الناظم رحمه الله تعالى:

١٠ - لاسيما والشافعي موافق له وفي اجتهاده مطابق

قوله: [لاسيما] قيل من أدوات الاستثناء عند الكوفيين وجماعة من البصريين، وقد وجه الدماميني بأن ما بعدها مخرج مما قبلها من حيث أولويته بالحكم المتقدم، فالمراد بالاستثناء الإخراج من المساواة وقيل يستثنى بها ومعناها تخصيص الثاني وتأكيده بزيادة سيّ والسيّ يعني المثل يشدد ويخفف وهو منصوب مضاف إلى ما، ويجوز جر ما بعدها؛ على أن ماء زائدة للتوكيد، ويجوز رفعه على أن ما

24