23

اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية

اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية

الصحابة جمع صحابي وقد سبق تعريفه وبحثه في شرح البيت الرابع.

والأعلام جمع علم وهو الجبل قال الله تعالى ﴿وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأعْلامِ﴾ فالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من الراسخين في العلم رسوخ الجبال ولا ندعي لأحد منهم العصمة، اختارهم الله لصحبة نبيه ﷺ.

والمذاهب: جمع مذهب على وزن مفعل وهو الطريق المسلوك ويصلح للمصدر والزمان والمكان بمعنى الذهاب وهو المرور أو محله أو زمان.

واصطلاحاً: ما ترجح عند المجتهدين في مسألة ما بعد الاجتهاد فصار له معتقداً ومذهباً وهو المراد هنا.

أما مذاهب الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - في علم الفرائض فأربعة وهي:

١ -مذهب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ٢- مذهب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ٣- مذهب زيد بن ثابت رضي الله عنه ٤- مذهب ابن مسعود رضي الله عنه

قال الناظم رحمه الله تعالى:

٩- ومذهب الإمام زيد أجلى لذا بالإتباع كان أولى

المذهب سبق تعريفه.

قوله: [الإمام] الإمام هو الذي يقتدى به.

قوله: [زيد] هو الصحابي الجليل زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمر بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري يكنى أبا سعيد وقيل يكنى أبا خارجة، قدم الرسول ﷺ المدينة ولزيد رضي الله عنه من العمر إحدى عشرة سنة، وكان يوم بعاث ابن ست سنين وفيها قتل أبوه، كان زيد رضي الله عنه ممن ردّه رسول الله ﷺ يوم بدر لصغره وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد وكان ينقل التراب مع المسلمين يوم الخندق فقال رسول الله ﷺ إنه نعم الغلام، ودفع إليه رسول الله ﷺ راية بني مالك بن النجار يوم تبوك، ورُمي يوم اليمامة بسهم فلم يضره كان زيد رضي الله عنه أحد الصحابة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله ﷺ، وكان أحد كتبة الوحي لرسول الله ﷺ، وأمره رسول الله ﷺ بتعلم اللغة السريانية فتعلمها في بضع عشر يوماً، وكتب بعد رسول الله ﷺ لأبي بكر وعمر رضي الله عنهم، واستخلفه عمر على المدينة ثلاث مرات، وكان عثمان رضي الله عنه يستخلفه أيضاً على المدينة إذا حج، وهو الذي كتب القرآن في عهد أبي بكر

23