الباب العاشر في الدنيا والدهر
من أحسن ما قيل في ذمها قول ابن بسام:
أف من الدنيا وأيامها ... فإنها للحزن مخلوقه
غمومها لا تنقضي ساعة ... عن ملك فيها ولا سوقه
يا عجبي منها ومن شأنها ... عدوة للناس معشوقه
وقول ابن الرومي:
أتذكر ليلة ألعقت فيهل ... وأنت وليدها عسلًا ومرا
لتعلم أن هذا الدهر يمسي ... ويصبح كله حلوًا ومرا
ومما يستحسن لأبي الفرج الكاتب قوله:
هي الدنيا تقول بملء فيها ... حذار حذار من بطشي وفتكي
ولا يغرركم حسن ابتسامي ... فقولي مضحك والفعل مبكي
ومن أحسن ما قيل في مدحها قول محمد بن وهب:
ولكننا منها خلقنا لغيرها ... وما كنت منه فهو شيء محبب
ومن أبدع ما جاء في ذمها قول ابن المعتز:
عجبًا للزمان في حالتيه ... وبلاء دفعت منه إليه
رب يوم بكيت فيه فلما ... صرت في غيره بكيت عليه
ومن قلائد ابن الرومي:
دهر علا قدر الوضيع به ... وترى الشريف يحطه شرفه
كالبحر يرسب فيه لؤلؤه ... سفلًا ويعلو فوقه جيفه
1 / 52