قال مقبل (ص223): وقد أخبرني شيخي عبد الرزاق الشاحذي أنه قد شرحها يعني الأربعين السيلقية يحيى بن حمزة الذي خالف الأمة الإسلامية وقال: لا بأس بالبناء على قبور الفضلاء، كما ذكره العلامة الشوكاني.
الجواب وبالله التوفيق: إن هذا دليل على أن مقبلا لا يعتبر الأمة الإسلامية إلا أهل نحلته الذين يرون أن من يخالفهم في هذه الأشياء مشرك، فجعلوا جمهور الأمة الإسلامية مشركين.
قال مقبل بعد أن روى حديث: «يا علي لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي بما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بأحد من المسلمين إلا اخذوا التراب من أثر قدميك لطلب البركة» ورده بأن في سنده حرب بن حسن الطحان ويحيى بن يعلى. وذكر كلام أسلافه فيهما، ثم قال: فعلم بهذا أن الحديث عن شيعيين مقدوح فيهما خصوصا فيما يوافق مذهبهما.
والجواب: أن القدح من خصومهما ورواية خصومهما فلا يقبل، مع أنهم يحاربون فضائل علي(عليه السلام) ويجدون في دفاعها على اختلاف درجاتهم في هذه الطريقة، حتى أنهم ليجرحون في الرواة بنفس روايتهم لبعض الفضائل. فلذلك لا يلتفت إلى جرحهم في الشيعة، لأن تحكيم خصومهم فيهم عدول عن طريقة الإنصاف وتعصب للأسلاف. وإنما الطريقة أن نبحث نحن ولا نقلد، فإذا تتبعنا أحاديث الرجل الصحيحة عنه فإنا سنعرفه على ضوء رواياته، وكذلك إذا عرفنا تاريخ الرجل وعقيدته، فذلك يعين على معرفته بدون تقليد.
قال مقبل: وهذا الحديث الموضوع قد اتخذه القبوريون أصلا في جواز التمسح بأتربة القبور، وهكذا يفعل الغلو بأهله.
والجواب: أن الأصل في التمسح بالتراب هو الإباحة، فلا حاجة إلى الاستدلال على جوازه، بل الدليل على من منع من ذلك وحرمه، لأنه المدعي والبينة على المدعي فلا حاجة لاعتماد الحديث المذكور.
مخ ۵