ويعزى إليه كل مالا يقوله ... لتنقيصه عند التهامي والنجدي وفي صحيح مسلم ( ج15 ص87 ): عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأتيت فقيل لها: هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم نام في بيتك على فراشك قال: فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها، ففزع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: « ما تصنعين يا أم سليم »؟ فقالت: يا رسول الله، نرجو بركته لصبياننا، قال: «أصبت». انتهى.
فهل اعتقدت أم سليم انه ينفع ويضر من دون الله؟ هل أشركت أم سليم وصوبها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ هل كان التبرك والشرك متلازمين لا ينفك التبرك عن الشرك ولا يمكن أن يقع التبرك بلا شرك؟
أليس من المعقول إمكان التبرك بلا شرك؟ بلى والله إنه لمعقول. ولكن بغضكم للتشيع والشيعة والتصنع لدى أسيادكم الوهابية حملكم على رميهم بالشرك من أجل ذلك وأنساكم قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم) ألا تتقون الله؟ ألا تخشون إثم التفريق بين المسلمين وهم في أشد الحاجة إلى الإجتماع؟ ألا تخشون إثم رمي المسلمين بالشرك؟ (إنك ميت وإنهم ميتون (30) ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
إنكم لتعلمون أنه يمكن أن يتمسح بتراب قبور الأنبياء والأولياء (عليهم السلام) للتداوي به، أو لرجاء البركة من لا يعتقد فيه النفع من دون الله ولا الضر من دون الله، وإنما يعتقد فضله فلذلك يرجو البركة في تراب قبورهم. فإذا كان هذا ممكنا معقولا، كان دعوى أنهم مشركون يعتقدون فيه النفع من دون الله دعوى عارية عن الدليل، افتراها اعداؤهم بغيا وعدوانا فقد جاءوا ظلما وزورا.
مخ ۲