ووقتما علمت من مصدر يوثق به تمام الوثوق أن جنود عرابي لم تخل المدينة، بل ذهبت للإقامة قرب عمود السواري لتنتظرنا على ما يقال هناك، رأيت أن من واجباتي استعمال الحكمة، فأنزلت فصيلة من المدرعة إنفنسيبل وأخرى من مونارك بقيادة الكابتن فيرفاكس
Fairfax
بقصد تسمير أو نسف المدافع المنصوبة بين القباري وصالح، وهي المدافع التي كانت تصوب طلقاتها على الميناء، وكان هذا العمل مني من الاحتياطات الأولية.
وفي خلال القيام بهذه الاحتياطات أرسلت سفن المدفعية إلى المدرعات الراسية خارج الشعوب المجاورة لجانبي البوغاز لتستحضر منها عساكر البحرية، فاحتلت سراي رأس التين نفسها وسمرت عددا كبيرا من المدافع التي كانت تسدد طلقاتها على سفننا. وقبيل هذا الوقت زارني أحمد توفيق أفندي ياور سعادة درويش باشا وبمعيته أمير الألاي زهران بك ياور سمو الخديو، وكان قادما من سراي الرمل الواقعة على بعد أربعة ميال تقريبا من الإسكندرية ليسألني عما إذا كنت مستعدا لأن آخذ على عاتقي قبول الخديو؛ لأن الحالة تدعو إلى الخوف على سلامته بسبب الألايات الثائرة التي تحيط به، فأظهرت في الحال استعدادي لبذل ما يفيد سموه. وقبيل الساعة الرابعة مساء تشرفت باستقبال سموه عند باب السراي التي لم تصب لحسن الحظ من نار السفن إلا بضرر طفيف في يوم 11.
ولي ... إلخ.
الإمضاء
بوشامب سيمور
أميرال ورئيس القواد
3
من ظهر المدرعة إنفنسيبل بالإسكندرية في 20 يوليه سنة 1882
ناپیژندل شوی مخ